قطر دولة صغيرة لا تكاد ترى على الخريطة وتساوي ربع مساحة محافظة شبوة وعدد سكانها لا يتجاوز ربع مليون نسمة , وقد حباها الله ثروة خيالية من الغاز تبلغ 77 مليون طن أي ما يعادل ستة ملايين برميل يوميا .. وخرجت من دائرة الفقر إلى الثراء الفاحش !!
بدأت قطر ممارسة دورها العدائي ضد دول الخليج منذ عام 1995 م عندما أطاح أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني بوالده الراحل !!
وكان الانقلاب يهدف أساسا إلى الانقلاب على سياسات قطر التي كانت قد اتبعتها في وحدة الصف الخليجي ومنها إثارة الفتن والخلافات مع البحرين وتزايد النزعة العدائية مع أشقائها في الخليج ضاربة عرض الحائط بأواصر القربى والجوار المشترك !!
و كذلك السعي لإثارة الفتن والدعايات الإعلامية السيئة وخاصة ضد السعودية والبحرين , وقد ضخ النظام القطري لشبكة قناة الجزيرة 10 مليار دولار خلال 21 عاما خدمة لأهداف قطر وأسيادها لتقسيم العالم العربي .. ونشر الثورات والتكفير والتطرف .. وأصبحت الجزيرة منبراً ومنصة للتنظيمات الإرهابية التي دعمتها قطر في: مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن.. كما تحالفت مع حزب الله في لبنان والحوثيين وحزب الإصلاح في اليمن ..وحماس في غزة.. ودربت ومولت العمليات الإرهابية في السعودية والبحرين والكويت !! ولازالت ترعى تلك التنظيمات الإرهابية ..!!
إن استمرار قطر في سياساتها الخرقاء تستدعي أعداء مجلس التعاون الخليجي للسعي في تفتيت المنطقة وخاصة إيران التي تسعى جاهدة لإيجاد ثغرة تدخل منها للتغول في محيطها الإقليمي .. وكذلك لا تخجل قطر من المجاهرة بعلاقاتها المشينة مع الكيان الصهيوني الغاصب !!
ضاربة عرض الحائط بمشاعر الأمة العربية بسبب حماقتها وغطرستها وهي تسير في دروب العار .. وتدمر مصالح شعبها وجيرانها.. متناسية أن السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا اكبر مستثمرين في قطر ويملكون 80 %من إجمالي الاستثمارات الأجنبية يليهم اليابان وكوريا .. وقد تدفع قطر ثمنا غاليا لسياساتها الخرقاء وتسحب تلك الدول استثماراتها مما سيترتب عليه ما يلي :
- تأخير تنفيذ أعمال الاستادات الخاصة بمونديال كأس العالم .
- انسحاب 200 ألف عامل يعملون في مشروعات استثمارية سعودية وإماراتية.. وقد سحبت 388 شركة سعودية استثماراتها في قطر .
- سحب الودائع الخليجية من البنوك القطرية والبالغة أكثر من 200 مليار دولار مما سيكون له تأثير مباشر على اقتصادها وعملتها .
- تأثر قطاع النقل البحري بعد إغلاق قناة السويس .
- تأثر الرحلات الجوية القطرية والتوجه شمالاً نحو إيران وجنوبا باتجاه بحر العرب مما يضاعف المسافة وكلفة التشغيل إلى الضعف من أسعار التذاكر والوقود والوقت مما سيؤثر على قطاع الاستثمارات السياحية والترفيهية والفندقية .
- إغلاق المعبر البري مع السعودية سيصيب التجارة البرية بالشلل التام حيث يصل منه 20% من احتياجات قطر الغذائية والمواشي والألبان والخضراوات .
- إلحاق الضرر بقطاع البناء حيث تستورد قطر 90 % من احتياجاتها من السوق السعودية عبر المنفذ البري مما يهدد مشاريع المترو والميناء الجديد والفنادق وملاعب المونديال 2020م كما يؤثر ذلك على التصنيف الائتماني السيادي لقطر وسيرفع كلفة الدين ويقلل الثقة في الاقتصاد .
وأخيرا وبعد هذا كله : ألا تزال قطر مصرة على أن تقذف بنفسها في اتون الجحيم وتغامر بمستقبل شعبها وتعادي أشقائها متجاهلة الواقع والجغرافيا والتاريخ ؟
وهل ترضى أن تكون أداة طيعة ورهينة في أيدي أعداء امتنا العربية ؟
إذا كانت مصرة على سياستها الخرقاء عليها أن تتذكر أن حماقاتها سترتد عليها وحدها !!
وصدق الشاعر العربي القائل :
قبحت يا زمن الأقزام من زمن وقبحت قيم الأقزام من قيم
بكل أرى قزماً يطاولني ما اكبر الفرق بين الطول والقزم
ففاقد الشيء لا يعطيه من عدم لا يخلق الشيء إلا الله من عدم