يا قبائل العوالق .. أين مكارم الأخلاق؟

في هذا الزمن الردئ الذي انتكست فيه  القيم والأخلاق ..وتراجعت النخوة والشيم وعمت الفتن وشراء الذمم  ..في ظل هذه الحرب الضروس التي تدور رحاها في اليمن اليوم وغياب الدولة القوية العادلة ، تفشى الظلم والجور والفساد ..وسقطت حتى أبسط الأعراف القبلية ،وانهارت المعايير الأخلاقية ..والمبادئ الإنسانية التي كان العرب يتفاخرون بها منذ العصر الجاهلي ..فقد كان العرب على درجة عالية من السمو الأخلاقي  وعلى قدر كبير من الرجولة والمرؤة والنجدة والكرم والشجاعة ..ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف والشرف والغيرة ،وقد ورث العرب في الجاهلية والإسلام هذه القيم الأصيلة  ..حتى في العهد القبلي القديم حرص أجدادنا على التمسك بهذه القيم ، وكانوا يأبون الضيم ويحمون المستجير بهم ويقدمون أنفسهم وأموالهم لحمايته والذود عنه !!

وفي زمن الحروب القبلية بينهم كانوا لا يسرفون في القتل ولهم مرجعيات قبلية تكبح جماحهم !!

وحتى في عهد النظام الشمولي القمعي تمكن من تدجين القبائل في حظيرته ..ولم نشاهد مثل هذه البطولات الوهمية والعنتريات أثناء حكمه!!

واليوم في ظل هذه الفوضى العارمة التي يغذيها الانقلابيون ..وتقطع السبل الآمنة ويختطف المسافرين ويروع الآمنين وتسفك دماء الأبرياء وتنهب الممتلكات من قبل العصابات  منذ خروجها من الوديعة مرورا بأرض العوالق وتشارك في عمليات القتل والنهب بعض القبائل الصغيرة وهي والله وصمة عار علينا جميعا ..حتى أصبحنا أشد جهلا من أبي جهل الذي قتل امرأة واحدة هي (سمية) وعير بتلك الفعلة الشنيعة ..وقصة وفاء السمؤل  لامرئ القيس يوم أن قتل ابنه ولم بسلم أمانة امرؤ القيس ..وأين نحن من نصح عمرو بن حممه الدوسي لقومه عندما قال :

((من جمع بين الحق والباطل لم يجتمعا له ,وكان الباطل أولى به ,ومع السفاهة الندامة وإياكم والشر فإن له باقية . وادفعوا الشر بالخير يغلبه ,إنه من دفع الشر بالشر رجع الشر عليه ، وخذوا على أيدي سفهائكم ))

فأين أنتم يا أبناء العوالق ممن قتل ولا زال يقتل المسافرين ويسلبهم سياراتهم وأموالهم دون خوف من الله ..حتى وصل الأمر بالبعض من هؤلاء منا أن أقاموا سجونا خاصة في بيوتهم لاختطاف وحبس الناس ظلما وعدوانا .. ويبقى إطلاق سراحهم مرهون بدفع الأموال الطائلة والأحكام الجائرة الدخيلة على مجتمعنا .. وهي من مكاسب الوحدة المشئومة  ومن عادات قبائلها الذميمة  الجائرة على الضعفاء ..وبتحريض من دهاقنة إيران لنشر الفوضى والحروب والفتن  القبلية في الجنوب  .. وأخيرا أما آن لكم أن تفيقوا من غفلتكم وتعودوا إلى رشدكم وتعرفوا ما يراد لكم من دمار ؟؟