أكثر من عامين ومازال هادي ينام في سباته ، يصحي بعد ظهر كل يوم على وجبه دسمه لم يعمل لأجل الحصول عليها فهي كرما وضيافة يستحي أي قبيلي أن تستمر اكثر من ثلاث أيام وصاحبنا ولاحاسس بالحيا !!!!
يقف ويلتقط انفاسه المثخنه ويغسل وجهه بماء لاينقطع من الحنفيه بل ولايدفع فاتورته إطلاقا ولذلك لايشعر بأهل مدينته "ابين" المنكوبة ولايستشعر فقرهم وجوعهم و إنعدام الخدمات في محافظته الأم ، ثم يتناول وجبة الغداء الدسمة وسط عائلة لا أحد فيهم جريح حرب أو تعرض لإصابة فالجميع خارج ساحة الحرب والمرض والفقر بل خارج اليمن.
تنتهي وجبة الغداء ليستعد الجميع لجلسة القات وكل ذلك من بعد الثانية ظهرا .
يحيط بهادي أبناؤه أحدهم يبحث عن ثراء لايقل عن ثراء إبن عفاش والآخر أكثر إندفاعا وتهور فهو يرى الجنوب ملكية شخصية....
كما يحيط بهادي بين الحين والآخر علي محسن الأحمر وآخرون يبحثون عن مناصب جميعهم يشكلون خليط من المصالح والعلاقات النفعيه فالجميع يدرك بأن لاعوده لهم لليمن ولذلك تفكيرهم ينحصر بالفيد بعيد عن الوطن .....
قضيتهم الشبة يوميه هي "ماذا أصبح يقال عنهم ومن سيرد بالصحف وكيف يأدبون فلان وكيف يشترون فلان وماهي معرقلات المدخول وكم إيراد اليوم ،وماذا عن ورقة تعيين فلان وقرار الدفع بفلان ومتى ستصرف إكرامية فلان ؟!
أغفل كل هولا أن القائد يشارك في مقدمة الصفوف و أغفلوا أن التحالف لن يستمر في الحرب إلى مالانهاية وأن العالم له حسابات أخرى وأن الشعب له فعل عندما تشتد الأمور ..
لم يهتم هولا أن حالة الفشل في النصر لجيش التباب والإهمال المتعمد للمناطق المحررة المنتصره سيحسب عليهم وسيدفع بهم لحفرة ضيقة.
ولم يعي هولا أن العالم يراقب وأن الحاجة لمجلس رئاسي مؤقت أمرا يناقش في أروقه الدول الكبرى ، بل يبدوا أن الإعتراف بشمال "خاضع لصالح ومن الصعب تحريره من قناعته" وجنوب "رافض لصالح ورافض لهادي ومن الصعب إجباره على الخضوع" يدفع بالأمور نحو تشكيل "مجلس رئاسي مؤقت " فاعل وله ارتباط بالناس وليس مهاجرا محلقا في سماء الفيد والمنافع الشخصية .
وهذا يضع هادي في مرحلة العزل فهو غير فاعل وغير مجدي بالنسبة للقوى الدولية وللتحالف نفسه ، ومن الصعب أن تستمر حكومته في التحكم بمصير شعب وهي مهاجرة في دولة أخرى حتى وأن كانت حليف لها ....