عندما اكتمل الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014م دشنت إيران رحلات جوية مباشرة إلى صنعاء، ولم تحمل تلك الطائرات غير خبراء عسكريين إيرانيين يقدمون بسخاء كبير جداً للانقلابيين الأفكار والخطط التي ستجعل اليمن كومة من رماد ومعهم كميات من السلاح، فالتجربة الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان وحتى غزة تحمل هذا النمط من الصورة الواحدة في الخراب، ويكفي تذكيراً للقارئ الكريم مغامرة المعتوه حسن نصرالله وكيف جعل لبنان مكشوفاً لإسرائيل مما أضرّ بالبنية التحتية نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي وعنتريات نصر الله وادعاءاته بانتصارات وهمية اكتشفها الشعب اللبناني خراباً ودماراً.
الصور المتوالية من صنعاء تكشف مُجدداً الحالة المزرية التي بلغها اليمن، أكوام من القُمامة تنتشر في الشوارع، والكوليرا تفتك بعشرات وتصيب الآلاف من المدنيين الذين لا يملكون حولاً ولا قوة حيال ما بلغه اليمن من مأساة صنعها الحوثيين وشريكهم المخلوع صالح، حجم الكارثة أكبر من حتى قدرة أحد على التعبير عنها.
الإيرانيون لم يفتتحوا مقرات لتوزيع الغذاء والدواء بل ساهموا بتوجيهاتهم للانقلابيين بافتتاح 300 معتقل يتواجد فيها أكثر من ثلاثة عشر ألف سجين، رقم هائل تساهم إيران فيه باستراتيجيتها التدميرية وتكسير المجتمع اليمني وتفتيت ما يمكن أن يجمع اليمنيين مستقبلاً، هذه هي الصناعة الإيرانية التي عبثت تماماً بالعاصمة العربية صنعاء.
16 مليوناً يمنياً يكابدون الجوع والفقر، ونصف سكان اليمن يشتكون من انعدام الأمن الغذائي وغياب الخدمات الأساسية، الأرقام المفزعة لن تحرك في خامنئي أو روحاني أو حتى قاسم سليماني ضميراً على ما لحق بالشعب اليمني نتيجة اغتصاب فاجر للشرعية اليمنية، مغامرة من مغامرات نظام إيران هي ذاتها منذ أن وصل الملالي للسلطة.
إيران.. لا تمنح طعاماً أو ماءاً أو حتى كفناً، ما تمنحه إيران رصاص ونار وقنابل وألغام، وشعارات كاذبة تنتشر في كل أرجاء العواصم العربية المحترقة بلظى النار الخمينية المنبعثة كراهية وحقداً على البلدان العربية، مؤلم ما وصلت إليه حال صنعاء، موجع ما بلغته هذه المدينة التي مزقتها صراعات العنف السياسي والمذهبي، وجه صنعاء المليح تبدل ولم يعد ذلك الوجه الصبوح المنتشي برذاذ المطر، صنعاء ليست سوى تلك التي قال فيها شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني:
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟
مليحة عاشقاها: السل والجرب