شهدت محافظات الجنوب عامة وعدن خاصة زخما شعبيا كبيرا تكلل بالإعلان عن بيان عدن التاريخي في ساحة العروض بخورمكسر خميس 4 مايو 2017م والقرار التاريخي للقائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس هيئة رئاسة المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي يوم خميس 11 مايو 2017م الذي سيرسم معالم الطريق لقيام دولة اتحاد الجنوب العربي، وقد استبشرنا خيرا عندما توحدت الأداة يوم الخميس 4 مايو 2017م ولأول مرة نرى أنفسنا بعيدين عن التشرذم.
لأول مرة رأينا وسائل الإعلام العربية والأجنبية تغطي حدث الإعلان عن بيان عدن التاريخي، ويعني ذلك ان هناك رعاية إقليمية لهذا التوجه الجنوبي الذي لم نألفه من سابق، وطالما وأن هناك رعاية إقليمية تكون بالضرورة مرتبطة بضوء أخضر دولي..
أعضاء المجلس من القيادات الحراكية والأكاديميين والقيادات الشبابية النشطة والسياسيين المعروفين، أما المجلس السياسي فيضم قوامه 253 شخصية موزعة على أربع هيئات: هيئة للأمن والاستقرار وهيئة تنفيذية لقيادة العمل التنفيذي في المحافظات وهيئة قانونية واستشارية.
من أهم أساسيات المجلس هو إيقاف العمل والنشاط السياسي تماما لفترة لا تقل عن 5 سنوات لكي يتسنى للجنوبيين بناء دولة حديثة وتجنب المناكفات السياسية وإنهاك الخزانة العامة للدولة في صراعات حزبية عقيمة. ونقل عن الأخ عيدروس الزبيدي قوله: إننا ماضون لإعلان قيادة للجنوب.
وكان الزبيدي قد أجرى لقاءات تشاورية مع شرائح ومكونات المجتمع الجنوبي مع هيئات قيادية لنقابات المهندسين والمعلمين والصحفيين والأطباء والمحامين الجنوبيين ..
كل غيور ووطني محب للجنوب عامة وعدن خاصة سيجد نفسه أمام مراهنات قوى استخبارية دولية وإقليمية توظف قوى محلية شمالا وجنوبا لتضع العراقيل والصعوبات أمام أي محاولة تبذلها السلطات لإرساء الأمن والاستقرار وهما أساسا أي عملية تنموية متعددة الجوانب فوجدت القوى المعادية خير وسيلة لضرب الأمن والاستقرار وإشاعة الإرهاب وكلها من أعمال أجهزة استخبارية خارجية تعمل على تنفيذ مخططاتها أو ملاعيبها الاستخبارية عبر جهاز استخباري محلي ومرتزقة محليين هنا وهناك، ومجمل تلك الاوضاع تعرف بالفوضى الخلاقة الأمريكية الصنع..
أمام هذه التطورات والمنعطفات الجديدة التي لم نألفها على مدى عقود طويلة من الزمن قمت بتوجيه رسالة إلى الأخ القائد عيدروس الزبيدي، رئيس هيئة رئاسة المجلس السياسي الانتقالي الجنوبي، ورد فيها:
تحية العمل المشترك..
يهديكم المجلس الاستشاري لمحافظة عدن أطيب تحياته وأصدق تمنياته لمجلسكم الموقر بتحقيق كل ما يصبو إليه شعبنا في الجنوب العربي .
إن مجلسنا الاستشاري سيكون عونا لمجلسنا السياسي الانتقالي الجنوبي لتحقيق دولة الجنوب الفيدرالي الجديد..
الله معنا.. وغدا لناظره قريب.
علينا أن نقف صفا واحدا في نصرة قضيتنا العادلة صوب جنوب فيدرالي جديد بثقافة مدنية، وسنعمل من خلال وحدة الصف وحشد الطاقات والخبرات من أجل ترسيخ الحلقتين الغائبتين من ساحتنا كمجتمع أو كدولة لأننا سنظل مراوحين في مكاننا إن لم نعمل على ترسيخ ثقافة التنمية المستدامة Sustainable Development والتنمية الإقليمية Regional Development والتنميتان المذكورتان لا وجود لهما على الإطلاق ..
التنمية المستدامة تعني أن الموارد المتاحة: الطبيعية والأرض وعوائد بيع الإنتاج من الموارد الطبيعية في باطن الأرض أو على سطح الأرض أو في الجبال أو البحار باعتبار كل ذلك أمانة في أعناقنا للأجيال القادمة..
التنمية الاقليمية: كما أن التنمية المستدامة قيمة تؤمن بها كل المجتمعات المتقدمة (الا نحن) فإن التنمية الإقليمية موجودة ومعاشة في المجتمعات المتقدمة فالشعب في هامبورغ أو ميونيخ متعلق ومتمسك بأرضه المذكورة ولا توجد لديه نزعة أو ميل بالتوجه أو الهجرة إلى برلين، وكذا الشعب في ليفربول أو جلاسجو Glasgow لا ينزع بل ولا يرغب بالهجرة إلى لندن، وكذا صاحب كلكتا أو بومبي لا يسأل أبدا عن نيودلهي، فعلينا أن نعيد النظر من هاتين التنميتين: المستدامة والإقليمية..