" هذه آثارنا تدل علينا
فأنظروا بعدنا إلى الآثار"
ثمانية أعوام بالتمام والكمال على رحيل الصحفي اللامع الأستاذ عادل الاعسم، رحمه الله وادخله فسيح جناته، ومازال القلم الحر يانعا صارخا بمداد كلماته التي اقضت مضاجعهم وأوجعتهم!
لم يكن الراحل الاعسم صحفيا بارعا فقط، بل كان كتلة من المشاعر والاحاسيس والبطولة والمواقف والإقدام ومزايا نادرة جعلته يتبوأ مركز الصدارة في قلوب محبيه.
وصفه الرئيس المخلوع بصحفي (العريش)، لأنه معجون بحب البسطاء، مدافعا عنهم وعن قضاياهم، وجعل من عموده الأسبوعي بصحيفة " الأيام" الغراء وجبة شعبية لذيذة يتهافت عليها العامة بشراهة، الأمر الذي جعل كبار القوم يقرأون بكل حرص، وتقبلوا وجبة الوجع على مضض، وجبة الوجع، لانها مركزة على أوجاع البسطاء، وتدك أوكار اساطين الفساد، الذين باتوا يحلمون بكوابيس الفزع، خوفا من لدغة مداد صاحب القلم الشجاع!.
صنع الراحل الفذ عادل الاعسم، صحافة باسمه، وأسس مدرسة خاصة يتعلم فيها التلاميذ مبادئ وقيم في زمن بدات فيه علامات الذبول لكل ماهو جميل، بفعل فساد عارم زلزل الوطن وكيان الإنسان، بفعل جبابرة وامراء الحرب وقطاع الطرق ومن قدموا من خلف الجبال...!
ذات مرة كتب الصحافي الراحل مقالا هز الوسط السياسي والصحفي عبر صحيفة " الأيام" تحت عنوان:
"تاير مبنشر يا فندم"!! أختصر فيه حالة التغطرس والغرور والتكبر لمسؤولين وقادة وعساكر (شماليين) تجاه الجنوب وأهله، وكأنه غنيمة حرب وفيد، ولم يكن تاريخ وجغرافيا وهوية، تلك الحالة رسمها عندما رأى أحد المتغطرسين وهو يبدوا (قزما) أمام (عسكري) بسيط من الحرس الجمهوري في العاصمة المختطفة (صنعاء) وظهرت علامات ذبوله وخوفه في حضرة ذلك العسكري، بينما في الجنوب يمتلك مخالب وانياب ووعيد وغطرسة وتفحيط وأطقم ودوووس على كرامة الإنسان!.
ما زال "التاير مبنشرا" يا أستاذ عادل، بعد ان اجتاحت مليشيات الحوثي _بتواطئوا حرس المخلوع_ العاصمة اليمنية صنعاء، واحكموا الخناق عليها، بينما هرول من صنعوا لأنفسهم فزاعة إلى العواصم المختلفة، وتركوا (مخادعهم) محتلة لأنجاس، وهزمت (الهنجمة) وتاهت الشجاعة وفرت فرار المجذوم، ومازالت المعركة كمن يدور في حلقة مفرغة من تبة إلى أخرى، والعاصمة في أحضان المليشيات!
ما زال (التاير مبنشرا) لسلطة المعاشيق، وحكومة بن دغر، تجاه المواطن، فالوضع الأمني والخدمي والمعيشي على حافة الهاوية وبات أكثر من 19 مليون يمني تحت خط الفقر تهددهم المجاعة، بينما (تاير) السلطة والحكومة يسير بهم نحو السعادة والثروة والثمن دماء الشعب المطحون شمالا وجنوبا!!.
(التاير مبنشرا) جنوبيا، فما زلنا في حيص بيص، وعلى الرغم من الحرب الدموية التي شنتها مليشيات القتل الحوثية، وقوات الغدر العفاشية على الجنوب في مارس 2015م، وخروجه منتصرا بفضل من الله، ودعم وإسناد من قوات التحالف العربي، أبى العرق الجنوبي الدساس من ممارسة هوايته والرقص على الدماء والأشلاء بمزمار الخلاف وطبل الأنانية، الأمر الذي أصاب القضية الجنوبية بعوار كبير يهدد مستقبلها!
(التاير مبنشر يا فندم) في عدن، العاصمة الجنوبية التي (يقتلون) مدنيتها، بتشكيلات عسكرية تشبه المليشيات، ولكل جماعة ولاءات وانتماءات تفوق (الجنوب)، وبدأ داء المناطقية (الجنوبية) البغيض يطفو على السطح، ويقدمون هدايا مجانية لحلف الحوثي العفاشي القاتل، في الوقت الذي تشهد فيه المدينة (القرية) هبوط حاد في أسهم الخدمات، وتظل الكهرباء والانطفاءات المستمرة الهم اليومي لسكانها، ما دعا (البهلوان) ابن دغر، للتبشير أن صيف عدن هذا العام سيكون باردا، وهذا يعني ان رئيس الحكومة ومن على شاكلته (تاير) كذبهم لم (يبنشر) بعد...!.