ما إن حقق الإخوان نصرهم في شبوة، وخروج النخبة الشبوانية منها، بدأ للمتابع أن السلطات الحاكمة بقيادة المحافظ ابن عديو، اظهروا الوجه الحقيقي لهم، والمغاير للواقع المعاش، وما يظهرونه على العامة من سمو ووقار وأخلاق!.
بدت الصورة أكثر سوداوية، وبدأوا باستعراض عضلاتهم، لإجبار أحرار شبوة على الإذعان والسمع والطاعة لحاكم شبوة الجديد وفرعونها، وحاشيته المتقوقعة في (بدروم) السعادة!.
كنا نتوقع من المحافظ القفز فوق الجراحات، والصراعات وطي صفحات الخلافات، لكن من رسموا له سياسته النرجسية، اوقعوه في مكامن الخلل والزلل، فدخل في صراعات وانقسامات خطيرة هددت النسيج الاجتماعي في المحافظة بالتفكك والتناحر والبغضاء.
ومنذ ذاك لم يستطع الخروج من برجه العاجي، ولبس لباس الطاؤوس، فمنعت عنه الزيارة إلا للمقربين، وجلس مدراء العموم على دكة الاحتياط والاستجداء، ومعهم وكلاء ومسؤولين آخرين، فدخول (البدروم) محال، بقدر ما هو مفتوح لمن يتوشح بوشاح (الشمس) شعار حزبهم !.
كان المحافظ، وسلطته يوصفون "النخبة الشبوانية" بالمليشيا، رغم تجربتها الفريدة في استتباب الأمن، واتوا هم باشنع مما تعمله المليشيات، فتم تضييق الخناق على الصحفيين وحملة الرأي المعارض، ومحاولة تكميم افواهمم بالقوة والجبروت، وتعرض ملاك الاراضي لانتهاكات عديدة، ولم تسلم المديريات من الحملات العسكرية الضخمة وجنون العظمة، واستأثروا بالوظيفة العامة لهم وأتباعهم المخلصين، وأن لم يلبسوا رداء حزبهم.
تلك الغطرسة وذاك الغرور والتجبر، كنا نعتقد أننا سنراه، وبيحان تتعرض لمحاولة الغزو مجددا من قبل مليشيات الحوثي، ويا اسفاه، ظهرت فقاعات الصابون متناثرة!.
كان أبناء شبوة يظنون ويظنون ويضنون ان (فرعون) شبوة وحاكمها قد صنع قوة عسكرية، واسس بنيان دولة مؤسسات كما يتشدق، خاصة وهم يرون حملات عسكرية ضخمة تذهب يمنة ويسرة، ليس بحثا عن إرهابيين، أو قطاع طرق، أو خارجين عن القانون، بقدر حرصهم على تمزيق وإنزال( رقعة) قماش من سارية شارع، أو فوق منصة، وهي رمز لدولة سادت ثم بادت، وكانت لها افضال عليهم، لكنه الحقد الأعمى الذي اعمى بصائرهم، وكشف حقيقتهم بجلاء وبفضيحة أمام الرأي العام، بتسليمهم مديريات بيحان الثلاث بسهولة ويسر وعلى طبق من ذهب لمليشيات الحوثي، ووجهوا طعنة في خاصرة شبوة كافة، وطعنة لشقيقتهم الكبرى الداعمة لهم بكل كرم حد الاستنزاف.
وعندما شعروا بفضيحتهم، وفي محاولة أخرى لاستنزاف الشقيقة الكبرى، قاموا أمس (بفرقعات) ومناوشات بغية تحرير بيحان، وأن كانوا صادقين لما سلموها بردا وسلاما.
وإذا لم ينتبه شرفاء واحرار شبوة لذلك الزيف والتخاذل المهين، فلن نصحوا إلا ونحن مشردين.. نازحين، فالبيعة واضحة وضوح الشمس فالحذر الحذر، ولابد من تضييق الخناق على تخاذل السلطة ودق ناقوس الخطر وقيامها بمسؤولياتها الوطنية، أو ترك ساحة المعركة لمن يعشقون شرب الدماء، وعند وطنهم لا بيع ولا شراء !!!.