كم كان اختلافنا كبيرا مع اخوتنا في اقليم عدن حول منظور اعلان الاقاليم وكانت تُكال علينا التهم بالعمالة للشمال ونُرمى بالخيانة
وكان ردنا الذي تجش به صورنا هو أنكم سوف تحذون حذو حضرموت إن أعلنت إقليمها وستكون نبراساً ونموذجاً واقعيا يحقق إرادة الشعب الحضرمي .
وللأسف كان هجومهم لاذعاً من خلف مواقع التواصل وانشغلوا بالنسخ واللصق دون التركيز والانشغال بترتيب إقليم عدن وسيطر عليهم التغافل عما يجري داخل عدن على ارض الواقع
واستبدلوا واقعهم بالعالم الافتراضي الذي أصبح داخل اجهزة جوالاتهم.
كانت تُكال علينا التهم ولسان حالنا يقول سوف تبايعون حضرموت وتنظرون إليها كقائد يمتلك أدوات الخروح من كهوف الأزمات الى هضاب الأمن والاستقرار والنهضة .
لم يستمر الأمر طويلا حتى عُقدت باكورة مؤتمر حضرموت في يوم السبت ١٤٣٨/٧/٢٥ هـ
وتمخض عنها تلك القرارات التي جعلت المشككين والمحبطين يستعيدوا ثقتهم في حضرموت ويمسحوا عن انظارهم تلك الغشاوة اليائسة وانقلبوا بنعمة من الله وفضل توقاً إلى مستقبل زاهر يُبنى على أكتاف ابناىها وسواعد المخلصين منهم
لم يدم ذلك الاتهام من قِبل اخواننا في اقليم عدن طويلاً بعد قراءتهم لتلك القرارات حتى تيقنوا أن لا شيء يقف أمام إرادة الشعوب خاصة إذا خرج القائد من بينهم
تحوّل الكثير منهم تحولاً ايجابياً في حكمهم المسبق على حضرموت وارادتها بعد أن لمسوا المصداقية الممكنة والأقرب للواقع في هذه القرارات
ومن هنا علموا أن النهضة والاستقرار ليست حُلما بعيد المنال بل هي على قيد أنملة من إرادة الشعوب إذا توحدت جهودكم وتجلّت أهدافهم ،
لم نستغرب ذلك التحول في أراء اخواننا في اقليم عدن لأنهم لمسوا المصداقية وتغليب المصلحة العامة الوطنية على المصالح الفردية المتقوقعة الشاقة لصفوف مسيرة النهضة والاستقرار.
لم يغفل ابناء الأقاليم الشمالية عن أهداف مؤتمر حضرموت بل كانوا يراقبونها عن كثب بين مؤيد ليحتذي حذوه وبين معارض ينتظر إفشاله ، وبعد هذا اامؤتمر تستطيع حضرموت ان ترى الطرفين بكل وضوح وكفى الله حضرموت الجهود لذلك
فالبعض منهم يبارك هذا المؤتمر وما سيتمخض عنه من قرارات تنموية تكون نبراساً يقتدي به إقليمه
والبعض الآخر أدرك ما تمثله هذه القرارات من أخطار محدقة بالمرتزقة والمتنفذين ومن في قلبه حقد على حضرموت من انباء تلك الاقاليم الشمالية
ومهما يكن فالسفينة مبحرة والحاقدون مازالوا على الشواطئ تعلوا صراخاتهم
ونعود ونؤكد للجميع
حتى وأن أبحرت سفينة نهضة حضرموت بدون التواصل المأمّل مع حضارم المهجر ودعوة المؤثرين الحقيقيين للمشاركة في ترتيب دفتي السفينة إلا إننا نبارك هذا الابحار ونشد على يد قبطانه وبحارته وصولاً الى شاطئ النهضة والسمو والتطور والاستقرار لحضرموت أرضاً وإنساناً
كيف لا وهذا الحدث العظيم قد توافق تاريخيا مع معجزة الاسراء والمعراج التي افرح الله بها قلب نبيه لينسى أحزانه ويفتح صفحات جديدة من عُمر الدعوة
ومن منّا لم ينسَ أحزانه بعد ما لامست فقرات بيان مؤتمر حضرموت الجامع قلبه ؟؟
محمد عبد الرحمن الجابري
١٤٣٨/٧/٢٦ هـ