حقيقتان دامغتان أكدهما خطاب إمام المليشيا الحوثية الهزيمة والعمالة لإيران، فالشعور بالهزيمة جعل الخطاب لا يحمل أي مظمون للحياة أو الإنتصار فخطابه حوى الشك والتهديد والوعيد وإطلاق التهم لكل اليمنين ، فهو خطاب مأزوم مهزوم ، وعمالته لسادته في قم تبينت للناس وأكد ذلك دفاعه المستميت عنهم بتأكيده تعاطف إيران مع حركته وانقلابه وهو تعاطف مشكور من قبله ومطلوب منها دور أفضل، كما أكد بأنه غير معني بمعادات إيران فما تفعله من دمار وقتل في العراق وسوريا واليمن لا يعنيه أي عمالة وارتزاق تفوق هذا الوصف.
أما بقية الخطاب الذي استمر ساعة وثلاث وعشرون دقيقة وبلغت كلاماته حوالي ٨٠٠٦ كلمة كلها اتسمت بخليط من خطاب الإرهاب والعنصرية والتحريض على القتل وتحقير اليمنيين.
هاجم اليمنيين جميعاً فهم في نظره تكفيريين مرتزقة وطابور خامس وعبيد وبياعون رخيصون يجب تصفيتهم والخلاص منهم، وهذا الخطاب بعنصريته وهمجيته يذكرنا بخطابات هتلر وموسليني في أخر أيامهما.
هاجم حليفه المؤتمر الشعبي بأنه طابور خامس ويدير شبكات الدعارة والرذيلة.
عكس الخطاب ثقافته التي تربى عليها في قم بأن العرب واليمنيين الذين فتحت سيوفهم فارس مجرد عبيد ، تحدث بلسان أسياده بقم الذين ينتقمون اليوم من اليمنيين بتدمير اليمن عن طريق مليشياتهم التي دربوها لهذا الغرض.
هاجم التحالف العربي بأنه طامع باليمن وأرضها وثرواتها وموانيئها وتغافل عن كون التحالف العربي بقيادة المملكة لم يكن هو الذي أعلن سقوط صنعاء وبأنها العاصمة الرابعة التي سقطت بأيديهم من أعلن ذلك أسياده بقم وهم الطامعون في اليمن وثرواته وموانيئه وتصريحاتهم تدل على ذلك، التحالف بقيادة المملكة قدموا الى اليمن لنصرته وإنقاذه وردع عدوان مليشيا الإنقلاب وإيران وبطلب من شرعية الدولة اليمنية وفقاً للمواثيق العربية واليمنية واتفاقيات الدفاع المشترك.
وحين تحدث عن الشرعية وأنصارها المتحالفين مع التحالف في ردع عدوان الإنقلاب وإيران على اليمن أسقط معاناته وإحساسه بالعبودية لأسياده في قم التي يمارسها سلوكا بالخضوع لهم وتدمير اليمن وقتل ابنائه تنفيذا لمخططها الصفوي الصهيوني ، نسي أننا جميعاً أحرار شرعية وشعب وتحالف ، وشركاء في مواجهة عدوان مليشيا تحالف الإنقلاب. إن من يقف معك بماله ونفسه وسلاحه فهو شريك لك لا سيداً عليك، أسيادك هم الذين دفعوا بك لتقاتل نيابة عنهم وتدمر وطنك وتهدد جيرانك ومقدسات الإسلام، أما نحن فدمائنا معاً يمنيين وسعوديين وإماراتيين اختلط بتراب اليمن مؤكدة أن ليس هناك سيد وعبد وإنما أُخُوة وشراكة ومصير واحد.
استعباد الناس سلوك ومنهج ثقافة التشيع الصفوي الذي تمارسونه ضد قبائل اليمن الأبية والتي حولتها هذه الثقافة والدين القادم من قُم الى عُكفة ورعية.
بالإجمال خطابه اتسم بما يلي:
١-تكريس الطائفية والدعوة الى التمييز العنصري والفتنة.
٢- الدفاع عن إيران والإعتراف بتدخلها ومطالبتها بالمزيد.
٣- بذاءة في القول ضد اليمنيين ليست من أخلاق بيت النبوة ولا الإسلام.
٤- التحريض على التخلص من المناهضين والمعارضين وبذلك فهو مسؤول عن أي جريمة قتل أو اختطاف تطال أي معارض.
لقد مثل هذا الخطاب بمجمله خطاب فزع الهزيمة.
د عبده سعيد المغلس