صادمة هي الأرقام التي تمنح الأطفال في اليمن كامل أوسمة البؤس والشقاء، صادمة تلك الحقائق التي تتحدث عن أكثر من ثلاثة آلاف طفل قتلوا في اليمن نتيجة صراع سياسي قادته جماعة الإخوان المسلمين في 2011م نزعة نحو السلطة قابلها الحوثيون ودخل اليمن في حرب ضاع الأطفال في أتونها وحولتهم المليشيات الحوثية إلى جنود في جبهات القتال، وصل عددهم إلى عشرة آلاف طفل دون الثانية عشر حملوا السلاح على أكتافهم بدلاً من الحقيبة المدرسية لتكتمل فصول الجريمة بحق الإنسانية.
مليون وأربعمائة ألف طفل سجلوا نازحين، وتقارير أممية سجلت أن أكثر من مليوني طفل جائع في اليمن، ونصف مليون طفل يعاني سوء التغذية، وأن مائتي طفل قتلتهم ألغام أرضية زرعها الحوثيون حيثما سارت مجنزراتهم، هذه الأرقام المفزعة تستفز عند إرهاب الطفولة فسطوة الحوثيين على الأطفال سببها سهولة التأثير عليهم، والتلاعب بمشاعرهم، والسيطرة على قراراتهم، وحشو عقولهم بالأفكار المتطرفة.
عمدت المليشيات الحوثية على خطف الأطفال، واستهدفت الأُسر الفقيرة في محافظات عُمران وحجة والمحويت والحديدة وحتى صعدة وصنعاء العاصمة، وفي هذا الإطار تم رصد أكثر من ثمانين مركزاً لتجنيد الأطفال، وتبرز الانتهاكات حول التعريض للقتل، والخطف والتعذيب، والاعتداءات الجنسية، الإذلال، والحرمان من التعليم، واستخدامهم كدروع بشرية في جبهات القتال.
طال إرهاب المليشيات الحوثية الأطفال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك الأيتام، ووصلت الأعداد لهذه الفئة أكثر من عشرة آلاف طفل أعمارهم دون 18 عاما، ولا تتوقف الجريمة عند هذا الحد بل أن الحوثيين يستخدمون الأطفال ككاسحات ألغام بتقديمهم في مناطق الألغام ليسيروا بشكل عشوائي في مساحات مكشوفة مما يؤدي إلى انفجار تلك الألغام المزروعة في مناطق الصراع العسكري، وما تم توثيقه مقتل (49 طفلا) و(60 امرأة) قتلوا جراء تعرضهم لهذه الألغام.
فئة الأطفال هي الفئة التي ستعيش تحمل تبعات الجريمة الحوثية التي لا يمكن أن تنتهي بانتهاء الحرب، فهذا الجيل سيحمل في عشرات سنوات قادمة الكراهية لهذه الظروف التي صنعها الحوثي في نزوة عابرة أغرق فيها اليمن في واحدة من أكثر الجرائم بشاعة والتي لا يُمكن تصور معالجتها في سنوات قصيرة، هذا جانب من جوانب المأساة اليمنية التي صنعها الانقلاب في سبتمبر 2014م، هذه واحدة من نتائج تلك النزوة والتي ستذهب باليمن على مدى سنوات طويلة قادمة في تراكمات يحملها جيل اليوم لمستقبل قادم.