نفس الشخوص نفس الوجوه نفس رموز الفساد نفسهم من نكّل بالعباد و سرق ونهب البلاد عادوا مرةً أخرى ليحكمونا بإسماء مستعارة و بوجوه مقنعة بقناع الشرعية و الوطنية ، و دخلوا علينا من أوسع الأبواب وبقرارات جمهورية ، لا تصفقوا لهم كثيراً فهم هم أولئك الفسدة و لم يتغيروا كثيراً ، فقد عاد ذلك الجلاد ليمارس هوايته القديمة فهو من أذاقكم سابقاً أشكال و أنواع الظلم و العذاب .
تعميم من الرئيس الشرعي واجب علينا السكوت عنه و ترقية و تعيين المفسدين واجب علينا الرضى به ، يقولون أنهم تغيروا و أتوا ليغيروا واقع أليم ونسوا أنهم من أوصلنا لهذا الوضع الأليم ، صفقوا لهم بحرارة صفقوا بعودة ذلك الشرير اللئيم .
وزراء فشلوا و فسدوا و أفسدوا و أخزونا حتى أمام عدسات الكاميرات فكافئوهم و أعادوهم بقرار جمهوري مرةً أخرى كوزراء على مقاعد الطائرات ، مدراء نهبوا و سرقوا فنقلوهم لمرافق أخرى أكبر و أكثر أهمية للاستفادة من خبراتهم العريقة في التدمير الممنهج لمرافق الدولة المهمة فصفقوا لهم بحرارة على عودتهم مرةً أخرى للإدارة .
صاح الفقير فقال غيروا الوزير غيروا ذلك المدير فأستبدلوه بأخر سارق حقير ، فصاح الفقير مرةً أخرى وقال أعيدوا لي ذلك المدير فقد كان سارق صغير ولن أطالبكم مرة أخرى بالتغيير ، عاش الفقير ، قاتل و ضحى الفقير ، جاع الفقير شُرد الفقير مات الفقير من أجل الحفاظ فقط على كرسي الكبير ، عاد الكبير بعد هروبه لأرض الوطن وقال أين صالح أين سعيد أين سمير ، فقالوا له لقد ماتوا جوعاً وفقراً لتعيش أنت أيها الحقير ، دفع الفقير حياته ثمناً لبقاء ذلك الجشع الكبير .
زعيم عصابة لا يجيد غير إختيار أصحاب السوابق ، عصابة لا تعيّن إلا كل محتال منافق ، عصابة لا يهمها إن كان الشعب في الجوع و المآسي والعطش و الظلام غارق ، صفقوا لهم فقد عينوا لكم مرةً أخرى ذلك المسؤول السارق .
أرجوكم توقفوا عن التصفيق فالشعب المسكين في همومه غريق ، و صارحوهم ولو لمرةٍ واحدة أن الوضع لن يتغير أو تتحسن الظروف ، فقد أعادوا لكم ذلك المسؤول الفاشل الخروف ، فهو لا يجيد غير الأكل و الجري و الرفس و النطح و يجهل قرأة أبسط الحروف .
توقفوا عن التصفيق حتى نجد ذلك الزعيم الرحيم الشفيق ، حينها فقط سأقول لكم إستمروا بالتصفيق .