لا ألوم السعودية وبقية دول التحالف حينما غضوا الطرف عن الحراك الجنوبي السياسي ولم يعتبروه شريك إستراتيجي في المرحلة هذه لعدم وجود حراك سياسي أصلآ في الجنوب وإن كانت كل أركان الحراك موجوده من أدبيات ورؤيه وقاعدة جماهيرية ومقاومة شعبية إلا أنه يفتقر إلى قمة الهرم وطابعها السياسي الغير موجوده البته فلا قيادة موحدة ولا عمل منظم يبلور تلك الرؤية ويوظف في خدمة أدبياتها..
ولإن السياسة والتحالفات لا تقوم إلا على أسس المصلحة ولإن الحراك الجنوبي هو حراك شعبوي عفوي يفتقر لأدنى حالات التنظيم وللهوية السياسية وماهية عملها لم يكن هنالك من خيار أمام التحالف إلا في تكوين شراكة ولو مؤقته مع حليف أخر أكثر تنظيمآ وإن لم يكن أكثر قبولآ فلم تجد إلا إخوان اليمن (الإصلاح) ليكون الحليف لها بعد محاولات فاشلة في جمع قيادات الحراك على طاولة واحدة لتبني رؤية موحدة..
لكن إلى أي مدى يمكن وصف خيار التحالف بإنه ناجح؟! و إلى أي حد سيحقق أهدافه؟!
الأ ينطبق المثل العربي الشهير كالمستجير من الرمضاء بالنار على التحالف في إختياره هذا ؟!
_منذ متى يكسب المراهن على الإخوان رهانه؟! أم منذ متى نجح الإخوان في تكوين حلف وشراكه بناءه مع طرف من الأطراف سواء كان على مستوى التنظيم الدولي أو المحلي اليمني؟!
المعروف عن هذا التنظيم الغائية في الوسيلة والراديكالية في الفكر القائم على أخطبوطية النزعه والميول فهو يتذبذب من أقصى اليمين لأقصى الشمال بفكر يكاد يكون أوهن من بيت العنكبوت وإن كانت العنكبوت تبني بيتها بدقة وتنظيم فهذا لا يعني متناته وديمومة بقائه يقتات على الأقربين قبل أي شيئ أخر وبطريقة غائية غوغائية تنشد الوصول ولو على ركام مالطا بعد خرابها فمن يرى تجربة مصر والسودان وبقية الدول العربية يدرك أن التحالف مع الشيطان لا يدمر الأوطان مثل التحالف مع الأخوان ؟! وإن كان كلاهما رضعا نفس القيم بطرق مختلفة وأساليب متعددة
_ في مصر دفع السادات حياته كثمن باهض قدمه لإستئمانه جانب الأخوان فبعد أخراجهم من السجون ومساعدتهم على إعادة هيكلة تنظيمهم ليشكل توازنآ سياسيآ يأمن به جانب الناصريين القوميين إلا أنه اتى من جانب مأمنه فلدغته حية عمل على تربيتها وكاد اثر ذلك أن يسبب فوضى عارمه لولا يقظة مصر ورجالها أنذاك الذين أعادوا الأخوان الى سجونهم ..ولإن الإخوان كيان يولد من رحم الفوضى ويتغذى عليها فبعد ما يزيد عن ثلاثين عامآ عادت الفوضى الى مصر فأستشرفها الإخوان وأحسنوا إستغلالها وسماها إعلامهم ربيعآ ليصلوا بذلك الربيع الفوضوي إلى سدة الحكم ولولا رجال مصر من قادة ومفكرين ورجال دين لكانت مصر عراقآ أخر وسوريه أخرى !!
_السودان أيضآ تجربة بائسة مع الأخوان فبعد تحالف البشير مع الأخوان بقيادة الترابي وإطلاق أيديهم في السلطة وشئون إدارة الدولة أصبح السودان مرتعآ للحركات الاصولية الجهادية لاسيما القاعدة التي أوجدت لها ملاذا أمن في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي مما أدى إلى تشكيل حركة المعارضة بقيادة جون جرانج وتشكيل نواة لحركات أنفصالية أدت لاحقآ إلى إنفصال الجنوب ونشوء معارضة مسلحة قي دار فوار .
وهكذا دواليك في الجزائر واليمن وغيرها من البلدان لا يتسع المقام لذكرها فعلى التحالف أن لا يراهن على الغوغائين هؤلاء لإنه خاسر لا محالة فهو إلى الأن بتحالفه هذا لم يطل صنعاء اليمن وأخشى أن يخسر عدن الجنوب بفقدانه حاضنته الشعبية المؤيده له هناك والتي كانت عامل الحسم الأبرز في ترجيح كفة التحالف على الإنقلابيين ولم يكن للإخوان من دور أثناء تلك الفترة إلا الشجب والتنديد والبكاء على اللبن المسفوح بعد أن خرجوا من صنعاء يجرون أذيال الهزيمة بعد أن فشلوا في الصمود ولو ليومين !! هاهم الأن وكما ترى شريحة عريضه من أبناء الجنوب يستثمرون دعم التحالف لهم لإدارة تغذية الفوضى والقتل في الجنوب لاسيما عدن من غرف عملياتهم في الرياض والدوحة وعمان وإسطنبول
*- كتب/عهد الخريسان