كتب الصحفي عبد الله الفوزان في جريدة الرياض السعودية يوم السبت مقالا غريبا أشعل الغضب لدى مختلف أنواع الطيف الجنوبي وقال فيه:
(الانفصاليون يريدون أن تعود اليمن الجنوبية دولة قوية أمام دولة الشمال تستطيع الاستئثار بمصادر الثروة وتنفيذ ثاراتها وطموحاتها أما من يدعمهم فيريد أن تبقى اليمن الشمالية بؤرة فتن وخراب وفقر ومشاكل لتظل ليس فقط شوكة في خاصرتنا بل كتلة نار تشغلنا وتستنزف جهودنا وإمكاناتنا وتقلقنا على الدوام)
وأضاف قائلا: (ومصلحتنا أن تبقى اليمن موحدة وان تبقى مصادر الثروة لليمنيين كلهم.. الخ)
وأرد عليه بقول الإمام ابن القيم:
أن كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم
ليس من اللائق بصحفي حصيف بحجم الأستاذ عبدا لله الفوزان أن يكتب مثل هذا الكلام!!
واشك انه لا يعرف حجم المآسي والويلات والكوارث والنكبات التي ألحقها نظام صالح ودولته العميقة بالجنوبيين في الوحدة الاندماجية التي ذهب إليها جلاوزة الحزب الاشتراكي اليمني (الماركسي ) عندما كان همهم صيد التمساح الشمالي ورفعوا شعارات رنانة أبرزها وحدة اليمن ارض وإنسانا فالتهمهم!!
واعتقد شعب الجنوب بطيبته أن في تلك الوحدة حلا ومخرجا في التخلص من الحزب الماركسي الذي لم يجر استفتاءا على الوحدة بالقبول أو الرفض من شعب الجنوب لأنه كان يحكمه بالحديد والنار والدكتاتورية !!
وقامت الوحدة بين اليمن والجنوب في 22 مايو 1990م وباركها شعب الجنوب الطيب بحسن النيات وصدق أن في ذلك خيرآ له ولجيرانه
وذكر لنا محمد حيدره مسدوس أن شخصية دبلوماسية خليجية رفيعة زارتنا في المكتب السياسي في عدن ونصحنا وقال:( نحن عجنا وخبزنا الشماليين أربعون عاما وجدناهم لحمة رماد لا نيه ولا ناجحة وأخشى أن تتورطوا معهم في الوحدة الاندماجية ونصيحتي لكم آن تجربوا معهم وحدة فيدرالية 3 سنوات إن ناسبتكم وإلا انسحبوا منها بهدؤ ) وقال مسدوس ردينا عليه بالقول بفورة حماس: قررنا وحدة اندماجية فوحدة اليمن قدر ومصير!!!
وعود على بدء أقول للأستاذ فوزان لقد ذهبنا للوحدة بقلوب صادقة ونيات صافية فماذا كانت النتيجة ؟
شنوا على الجنوب أشنع حرب في تاريخ اليمن الحديث وكفروه بفتاوى إصلاحية وأعلن البيض الانفصال وكانت دول الخليج على وشك الاعتراف بدولة الجنوب ولكن الظروف الدولية لم تساعد آنذاك والجميع يعرف ما حل بالجنوب من خراب ودمار واحتلال في مقدراته وثرواته حيث تم إقصاء أكثر من نصف مليون جنوبي عسكريين ومدنيين من وظائفهم ونهب المتنفذون الأراضي والنفط والبحر والسهل والجبل وأصبح الجنوبي في وحدة صالح مواطن من الدرجة العاشرة في وطنه!!!!
ورفض صالح والحوثي مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية في العام 2011وباعوااليمن لإيران واستحضروا نفوذها وقاموا بغزو الجنوب وشنوا حربهم الثانية عليه ودمروا مدنه وقتلوا الآلاف من أبنائه وقاوم الجنوبيون آلة القهر والعدوان بمساعدة دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية لقطع يد النفوذ الإيراني في اليمن حتى أخرجوهم من الجنوب!!
وأسألك الآن: من الذي انقلب على اليمن؟؟ هل هم الجنوبيون أم صالح والحوثي ؟؟
ومن الذي يقاتل اليوم في المناطق الشمالية ويستشهدون في المخا وكتاف ؟!! أليس أبناء الجنوب ؟
بينما قوات المقدشي تتمدد في مأرب!!
واليوم يطالبنا الفوزان بالعودة إلى بيت الطاعة بعد أن ذقنا الويل والثبور في وحدة الفيد والغنائم!!
أما الثروة فهي ثروتنا وهي حقنا والجنوب أرضنا ولن نسلمها للشماليين وجلاوزتهم من جديد والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين!!
ولقد قبلنا بوحدة الأقاليم ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية كتسوية عادلة و معقولة للحل فماذا كانت النتيجة؟
انه لولا تدخل المملكة ودول التحالف لأصبح اليمن قاعدة لإيران كما أصبح اليوم قاعدة للإرهاب
ولعلمك يا أستاذ فوزان لقد كان الشماليون يعملون بكل حرية في الجنوب قبل الوحدة كأخوة وأشقاء لنا... فلماذا لا نقيم معهم علاقات حسن جوار ومصالح مشتركة كالذي بين دول الخليج ؟؟
أما أن تطالبنا كرها وإجبارا بالوحدة معهم فالأمر ليس بيدك ولا بأيدينا فصاحب الحق الأول والأخير هو شعب الجنوب ...واعتقد انه لن يقبل أن يكون جائزة الترضية في هذه الحرب.