تقدموا بشكوى إلى الملكة الفرنسية ماري انطويت بأن الشعب لم يعد يجد الخبز ليأكل من شدة الفقر، فقالت إذا لم يكن هناك خبزاً للفقراء, دعهم يأكلون كعك ، إنها عبارة عكست معنى أن يكون الحاكم فاسدا وبنفس الوقت بعيدا عن الحياة الواقعية والمعاناة التي يعيشها شعبه، كانت تلك العبارة بداية لسقوط حكمها وحكم أسرتها إلى الأبد.
هذه الحادثة ليست خاصة بالفرنسين ، فالمخلوع صالح قال ذات مرة وفي أحدى الإنتخابات الصورية التي كانت تعيد إنتخابه من جديد، بأنه سيقوم بإنتاج الكهرباء بالطاقة الذرية ، طبعا صالح مشهود عليه الكذب الدائم وإستخفافه بشعبه الذي مارس عليهم هذا النوع من التعامل لمدة تزيد عن ثلاثون عاما، وحين ضجر الشعب منه ، خرج بثورة أقتلعته عنوة من على الكرسي.
وإن كان الاستخفاف بالشعب والإنعزال عن قضاياهم الحقيقة هي سمة الأنظمة الاستبدادية ، فما هو مبرر إستمرار هذا النهج بمن نعتقد أنهم يمثلون الجيل الثائر على نظام إستبدادي، اليس من المستهجن ان يتحدث أبن دغر عن مشروع لإقامة خط سكة حديد، بينما في الشارع الخلفي لمكتبه لا توجد كهرباء وأن العملة الوطنية في حالة إنهيار كما أن المحروقات شبه معدومة ، اليس من المثير للألم بأن يصرح رئيس وزراء عن مشروع وهمي بهذه الطريقة واليمنيون لا يجدون رواتبهم المقطوعة عنهم منذ اشهر طويلة.
لكن مهلا، هل قلت انا بأن ابن دغر يمثل الجيل الثائر على نظام إستبدادي! كيف ومتى ثار أبن دغر على الفساد، كيف ومتى وهو الذي كان العضو الأصيل وأحد أعمدة اسوأ نظام حاكم في المنطقة، وكل ما فعله هو انه استطاع ان يقتنص الفرصة المناسبة للقفز من جهة إلى اخرى ويختطف المنصب الأول في الحكومة، ليخرح لنا بتصريح عن السكة الحديدية وبهذه الظروف دون ان يشعر بأن هذا التصريح سيجرح الكثيرين من ابناء هذا الشعب .
نحن يا صاحب المعالي، لا نريد سكة حديد، فهذا ترف لا يليق بنا، بل نريد ابسط الاساسيات التي تجعلنا نبقى على قيد الحياة ، ونحسب أن المنحة السعودية ان وجد ضمير حي في حكومتك كفيلة بحل مشكلة الكهرباء إلى الأبد ، وان حدث هذا فسنكون لكم من الممنونين ، أما إطلاق الشعارات الباذخة والتحدث عن إعادة إعمار وبنية تحتية، فكلها امور هلامية تفتقر الى الحكمة في التصرف بأموال وصلت لإخراج شعب من ضنك العيش إلى مستوى شبه لائق .