كتب الصحفي الشمالي المقيم في واشنطن، منير الماوري، تقريراً مطولاً، في جريدة الشرق الأوسط اللندنية، بتاريخ 2 فبراير 2017، حول ما أسماه (صراع الرفاق الدامي في عدن.. من أول تصفية إلى آخر مذبحة، وان الجنوب كان منطقة شبه مغلقة على الاستخبارات الأميركية)، والذي سعى فيه - من خلال خبرته الطويلة في الكتابة ضد الجنوب وقضيته - الى دس السم في العسل، عن طريق التّحريض الإعلامي وإثارة الفتنة والكراهية بين أبناء الجنوب، وذلك بتذكيرهم بالماضي، وان الجنوب تاريخ حافل بالمآسي.
خلص الماوري في تقريره الى القول أن أبرز الأحداث التي مر بها الجنوب خلال الفترة من 1967 الى 1986 "راح ضحيتها كبار قادة اليمن الجنوبي ومئات الكوادر المؤهلة وآلاف المدنيين والعسكريين، ولا تزال آثارها الدامية محفورة في نفوس من تبقى من المتصارعين حتى يومنا هذا". وهو بذلك تناسى - عن عمد - كيف توحد الجنوبيين على قلب رجل واحد في حرب 2015، من المهرة شرقاً الى باب المندب غرباً, وانتصروا وحرروا ارضهم من القوات العسكرية اليمنية الغازية لارض الجنوب الموالية لصالح والحوثي، مجسدين قيم التصالح والتسامح الحنوبي الذي حققوه في 13 يناير 2006.
سيتبين للقارئ أن ما كتبه ويكتبه الماوري لا يدخل في باب التوثيق التاريخي، بل يحاول جاهداً تثبيت فكرة شيطانية للأجيال القادمة، وهي أنه وكلما ذكر تاريخ الجنوب الى ماقبل خدعة 22 مايو 1990، لابد أن يقفز للذهن على الفور، تاريخ مليء بالتآمر والقتل وسفك الدماء. وبالمقابل وكأنه يقول: أن لدى اليمن الشمالي سِجّل ناص البياض، حافل بالامن والاستقرار والرخاء، كُتب بأحرف من نور في صفحات التاريخ، ليظل يضيء للأجيال القادمة، ويعطي لهم الدروس.
وعليه، وبما أن الشيء بالشيء يذكر، سنقوم بذكر أهم الأحداث التي مر بها اليمن الشمالي لنفس الفترة التي أشار اليها الماوري، من 1967 الى 1986، والتي تعد بمثابة غيث من فيض، وما خفي كان أعظم، وذلك في حال أنه نسي او تناسى:
1- إلانقلاب على أول رئيس لليمن الشمالي، عبدالله السلال في 5 نوفمبر 1967 - والحرب الأهلية بين الملكيين والجمهوريين ماتزال قائمة - بتهمة محاولة الاستحواذ على السلطة وإبقاء الحكم في سلالة آل السلال.
2- إلانقلاب على ثاني رئيس لليمن الشمالي، عبدالرحمن الإرياني، في 13 يونيو 1974. والذي يعتبر الرئيس المدني الوحيد من حكام اليمن.
3- إغتيال ثالث رئيس لليمن الشمالي، إبراهيم الحمدي، وشقيقة عبدالله الحمدي، قائد لواء العملاقة، في 12 اكتوبر 1977، وتشويه سمعتهما بربط مقتلهما لإقدامهما بفعل فاحش مع فتاتين فرنسيتين.
4- إغتيال رابع رئيس لليمن الشمالي، أحمد حسين الغشمي، في 24 يونيو 1978، بتهمة المشاركة المباشرة في قتل الحمدي.
5- إغتيال 21 قيادياً في التنظيم الناصري المعارض في 5 نوفمبر 1978، بتهمة محاولة إنقلاب عسكري على الحكم.
6- إتهام رجال الثورة الأوائل بالعمالة والخيانة في الستينات، وإعدام وسحل الكثير منهم في الشوارع.
7- التصفية الجسدية لمئات من قادة الجيش والكوادر العسكرية والمدنية المؤيدة للرئيس ابراهيم الحمدي.
8- إغتيال الدكتور عبدالسلام الدميني وشقيقيه الطبيب عبدالكريم الدميني وعبدالله الدميني في صنعاء بتاريخ 28 أغسطس 1980م .
10- قتل وإعتقال وتشريد وتهجير عشرات الآلاف في حروب المناطق الوسطى للفترة من 1978 الى 1983.
6- مقتل (2560) شخص، وإصابة (2344) بسبب الألغام في الشمال في السبعينات والثمانينات.
وفِي الختام، وحرصاً منا الى إيضاح الحقيقة كاملة، وقطع الطريق أمام أعداء الوطن ممن يكنّوا العداء والبغضاء للجنوب وشعبه، من أمثال الماوري وغيره من كتبة الأمن الوطني، الذين ينتهجوا أسلوب التّحريض الإعلامي وإثارة الفتنة والكراهية بين الجنوبيين، فإننا نطالب الشخصيات التي ورد ذكر أسمائها في تقرير الماوري، او أي شخصية كان لها دور أو شاركت في تلك الفترة، الى الرد عليه ووضع النقاط على الحروف، وصولاً الى كتابة تاريخ الجنوب الحديث وتوثيقه بعلمية وحيادية وموضوعية.