مليشيات ‘‘خلع الزنة ولبس ميري‘‘: المقاومة بـ ‘‘ديلوكس‘‘..

2017-02-05 04:37

 

مليشيات "خلع الزنة ولبس ميري " : المقاومة ب"ديلوكس"..

الإصلاح والسلفيون – أنموذجاً

**

- لا تقنعني بأن الثورة وفصائل المقاومة التي دخلت اليوم في طور الإنشطارات العنقودية ، وصارت ، في أحسن الأحوال ، مثل " حبوب مجذوب مسوس ، ومدود" ، تتبنى مشروع وطن / مواطنة/قانون/دستور/تعليم/مساواة /حرية / ديمقراطية..الخ من المفاهيم الإنسانية .

جماعات " خلع الزنة ولبس ميري" المقاومة ، والتي ترفع شعار :"الله وأكبر " والمجوسي عدو الله ، "تم الدعس " على كفار قريش ، ..الخ من شعارات العنف والطائفية التي عجت بها ساحات الإحتجاج 2011 ، حين أختزل معنى الثورة والتغيير إلى منصة في قبضة بوليسية مشيخية قبائلية أمنية دينية ، من تكبير وركوع وسجود ، وقيام وقعود وزعيق ، والحاكمية لله ، والخلافة الإسلامية ، والشريعة والسنة ، وابن تيمية ، وتجييش لتجريم المدنية والديمقراطية وكل مقومات دولة المواطنة المتساوية ، وكذلك "مشروع شهيد" والشهيد القادم ، والشهيد الحافظ والراكع والساجد ،و"كلنا شهداء " و" باب الجنة مفتوح في جولة القادسية ، وأن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة : ، وكلما زدنا شهيد ، والزحف نحو القصر الجمهوري ، ولا إله إلا الله والحوثي عدو الله ، وفصل النساء عن الرجال "الثوار" ، وشتمهن وضربهن ، ونعتهن بأنهن ناقصات عقل ودين وميراث ، وأن الله لن ينصر الثورة والإسلام والمرأة تزاحم الثائر في الساحة : الاختلاط.. وتقل لي في آخر المطاف : هذه المقاومة ، هذه الثورة ،وهذا التحرير ، هذا هو اليمن الجديد. يمن لا يختلف عن خلطة "فخفخينا" عفاش المؤبدة : " الله ، الوطن ، الثورة ، الوحدة " .

 

- لا تقنعني بأن من يحول ساحة التغيير إلى سجن كبير بإعتقال كل مخالف ، وأن من يستأثر بخطاب الثورة والتغيير هو الإصلاحي والسلفي " الواحد" أنهم الحق والثوار الحقيقيون والمؤمنون الحق ، وغيرهم الباطل من الخونة الكفرة ، أشباه رجال ، لديهم ميول مدنية ، وغربية ..الخ .

وكلما أرتفع النقد يستشرسون ويكذبون ، بقناع التقوى والورع : " ما هي إلا تصرفات فردية " و "أهم شيء نسقط صالح وبعدين نحن وأنتم نسد" ، نحن " رحماء بيننا أشد على الكفار من عفاش وأزلامه " ..الخ .

 

- لا تقنعني بأن من يرفع شعار "لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس " فيغتصب المدارس والجامعات المكتبات والمعاهد والأماكن التاريخية والأثرية والمؤسسات المدنية التابعة للدولة ويعسكرها ويحولها إلى معتقلات ويفجرها أيضاُ سيمنحنى وطناً محرراً بالتعليم وآمناً بتعايشه وتعدديته وقبوله بالمختلف ..

- ..

- لا تقنعني بأن تلك الحشود المليونية القبائلية المدججة بالسلاح والنكف والنفير والعيب الأسود والثارات ، والعسكر وشقاة الجنرال ومليشيات جامعة الإيمان ومدارس التحفيظ الطائفية والمذهبية ذلك التجييش المساجدي / الإيماني / الإصطفائي / القبائلي المسلح ، كلهم يقاومون من أجلنا وأطفالنا ، من أجل المستقبل !

 

- لا تقنعني بأن أبطال المقاومة وهم يشنفون آذاننا في المعارك يدافعون عن الله والإسلام والعرض والشرف ، وأن المقاومة أغتنمت أسلحة ورؤوس وبيوت ، وأنهم منتصرون بالتأييد الإلهي ، والشعب يريد تطهير البلاد ، وزوامل " دقت طبول الحرب الحميرية ، و " في أرض حرة طاهرة ، ثارت على كل الروافض والزيود ، من باب موسى للدحي ، للقاهرة ، لا دار شيخ العز والعزة حمود " ، كيف اركن عليهم بتحرير وطن ، أركن على عمري وعمر أولادي فيه ،أركن على حاضر ومستقبل ؟!

 

- كيف أقتنع بأن الداعية محرراً ، وأن وعاظ السلاطين دعاة التغيير ودولة المواطنة والديمقراطية ، وأن المجاهد المسلح المعكوم بـ" خير أمة " وأطهار ، وأنجاس ، وخونة ، ومقاومة ، وأمة كافرة وأمة مؤمنة ، ودار حرب ، ودار إسلام ، هو وجه اليمن المدني في الألفية الثالثة ؟!

 

2017 : هاهي المليشيات الربانية المقاومة في تعز تتناحر وتتجازر ، تارة باسم الشرعية ، وتارة باسم حزب الإصلاح ، وأخرى باسم كتائب " أبو العباس " والزريق والرزيق والمخلافي والسرحاني والغزواني ، والصبيحي ، والربيشي ، والصبري ، والحدناني والعدناني ، والأم صبياني ..وحولوا تعز إلى غرزة / غزوة ديلوكس " للقتل والفيد ، غنائم ومُلك "شقاة الله" ، وكلها تقرح قريح باسم الشرعية ، وقال لي الرئيس ، وما قال لي الرئيس .. !!

 

والأخطر ، أن دول التحالف تخيرنا بين الإصلاحي والسلفي وكأن الأخير فولتير وإ بن فارع ما نديلا ، وقادة التنوير والدولة المدنية الحديثة .. حتى الجنان يا قادة تحالف يشتي له ذرة عقل .. إلا إذا كان هناك حكمة عفاش " أكسر الحبة بأختها " حكمة ابّدت عفاش في الحكم أكثر من 36عاماً على اليمن المغلق بالجوع والفقر والأمية ، والفساد ، والطاعون ، يمن عفاش "أبو (60) مليار دولار ، وفي كل عشر دقائق يموت طفل يمني من سوء التغذية ..

 

للأسف ، مازالت محرقة اليمنيين للتخيير المحلي والدولي : " إما الحوثي ، وإما داعش " ، إما الإصلاح وإما السلفيين "

إنها المهزلة الكارثية التي لا، ولن تبقي ولن تذر ، الكارثة المضاعفة للشرعية والمقاومة ، والإمارات ودول التحالف لتخيرنا بين محرقتين ، بين قيامتين / موتين ..

 

قطف خبر :

الرهان على الحسم العسكري وحده ، يظل بائساً.. لأن الأساس / العقل / المكون / مغيب بل ، أنه خثث ، خارب ، بائد .. فإن لم تتبنى الثورة والمقاومة خطاب الفكر ، خطاب الحقوق والحريات والإنفتاح ، بدولة المواطنة .. فأنها كغيرها من مقاومات وثورات ذاكرة خربة في بطون الكتب الصفراء ، أي " كركر جمل " ، وحتماً سينتقل صميل المليشيات إلى مليشيات وكتائب أخرى وهكذا ، وسيعيدنا إلى قرون من العبث والهدر ، وكأنه كُتب عليكم يا أبناء اليمن تدوال الأزمات و المهالك والحروب و" من هالك لمالك لقباض الأرواح " و " ياهارب من الموت يا ملاقيه" ..

وإلا كيف تشوفووووا؟

**

ملحوظة (1): أرجو ألا يفهم ما آنف أن المقصود هو المقاومة كلها ..

ملحوظة(2): حسكم عينكم ترهبونا بميسم" لاتشقوا الصف " ، الصف مشقوق الراس والجذع والأطراف ، الصف "مخزوق ومنجوث ، ومعطوب ، ومدقدق ومكرضح ،" من يومه .

#برضه:

#دولة_لامليشيات