فعلاً أشعر بحزن شديد لما ألت إليه أوضاعنا حالياً فقد أصبحت أوضاعنا المعيشية و الأمنية و الاجتماعية و التربوية و حتى الإعلامية لا تسر قريب ولا عدوا ، ظهر الوجه القبيح جلياً من غير رتوش أو أقنعة زائفة كانت تختبئ ورائها كثير من الشخصيات و خصوصاً الإعلامية والتي كنا نضنها سابقاً وطنية و شريفة ، لم نكن نحن كشعب يمني جنوبي نتصور بأن نعامل بهذه الطريقة المزرية و خصوصاً بعد تلك التضحيات الجسام التي قدمناها جميعاً من دون إستثناء و خصوصاً من بقي في الداخل أثناء الحرب ولم يهرب تاركا شعبه ووطنه يصارع و يقاتل لوحده .
لم أكن أتوقع أن يتسابق كثير من الإعلاميين إلى الاصطفاف المناطقي و الشللي و تسخير كافة الإمكانيات لخداع الرأي العام من أجل مصالحهم الشخصية و المادية و المناطقية و منهم من أزعجنا سابقاً ليلا ونهارا وهو يتحدث بإسم الجنوب و الاستقلال و الانفصال و التصالح و التسامح وحقوق الجنوبيين المسلوبة ووووو وبالاخير ظهرت حقيقته القبيحة و قلمه الركيك و يده المرتعشة الآثمة .
يا هذا الاعلام الحقيقي المهني والنزيه هو عبارة عن معلومة يجب أن نبحث عنها و نفتش عليها لنوصلها للقارئ كما هي ليقرر هو فقط كيف يتعامل معها و يصطف مع من و ضد من ، اليوم الاعلام في بلادنا هو إعلام رأي أي يتبنى ذلك الاعلامي أو تلك الصحيفة أو القناة التلفزيونية رأي خاص بها و توجه معين و تسخر كل إمكانياتها الشريفة و الغير شريفة لدعم ذلك التوجه ليوجهون القارئ مسبقاً إلى حيث يريدون وهكذا يتم مصادرة حق من حقوق القارئ في التمييز و تشكيل رأي خاص به .
مصادرة حقوق الآخرين جريمة في حق الانسانية ومن هذه الحقوق حق الرأي و التعبير عنه بما لا يتنافى مع قيمنا الاسلامية و عاداتنا العربية المحافظة ،كثير من دُخلاء مهنة الصحافة و الاعلام في هذه الأيام قد أساؤوا إليها كثيراً بسبب حبهم للشهرة السريعة و الاسترزاق الغير شريف بحيث صاروا لا يفرقون بين الحق و الباطل و بين البلطجي و الثائر و بين الفاسد و المصلح فأصبح همهم الاول و الاخير كم ستدفع و أوصلوا البلاد و العباد لفوهة المدفع .
يصمتون عن قول الحق و إظهار الحقيقة عندما يكون الرأي العام بحاجة ماسة إليهم لكي لا يغضبوا أسيادهم و مؤاجريهم من أجل الحفاظ على مصدر رزقهم المشبوه .