الرئيس قحطان الشعبي ينحني للورد شاكلتون رئيس الوفد البريطاني في مفاوضات جنيف
كتاب : اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي لرئيس الدولة الاتحادية ووزير المعارف سابقا محمد حسن عوبلي – الحلقة التاسعة
عرض وتلخيص: د.علوي عمر بن فريد
الجبهة القومية:
تحركت حركة القوميين العرب ضد السيد باهارون فاستخدمت قحطان الشعبي الذي شكل الحزب الارهابي الذي عرف بإسم "الجبهة القومية" وصادفت هذه المجموعة الارهابية ايضا تجاوبا بين سكان الجنوب العربي خارج حكومة عدن وبين جماعات من اليمنيين المقيمين في عدن، وكان يغذي هذه الحركة في البداية القوميون العرب في الكويت ولبنان بواسطة صحيفة "الطليعة" الكويتية، وصحيفة "الحرية" اللبنانية.
من هو قحطان الشعبي؟
كان قحطان الشعبي ضابطا زراعيا أرسلته حكومة عدن في بعثة لدراسة الزراعة في جامعة الخرطوم.. ولا اعلم هل تخرج نهائيا أم لا؟!!
وقد اطلعت على ملفه الخاص حين كنت وزيرا للتعليم ووجدت فيه اشارات من حكومة الخرطوم تشكو بأنه عنصر شغب وفوضوي، وقد جلدته شرطة الخيالة السودانية بالسياط، ولم أجد أي دليل في ملفه أنه أخذ الدرجة الجامعية!!
وقد ارسل الى حضرموت عند حدوث قحط فيها، وتندر عليه السيد شيخ الكاف أحد كبار شخصيات حضرموت عندما قال لجلسائه: "إن بريطانيا لا تريد لنا الخير.. لقد جاءنا "قحط" واحد والآن جاءنا قحطان "وبعد فترة وجيزة استدعته حكومة عدن وعينته في مشروع زراعة القطن في السلطنة الفضلية وهناك نهب مالية القطن وفر الى اليمن ليكون زعيما ثم تحرك الى القاهرة، وقد كان عضوا عاديا في رابطة الجنوب العربي وعين موظفا للعلاقات العامة في مكتب الرابطة بالقاهرة براتب 125 جنيها وكان يتقاضى من السفارة اليمنية الملكية في القاهرة 40 جنيها بالاضافة الى 50 جنيها من مصدر آخر، وكان مجموع دخل قحطان 215 جنيها مصريا شهريا مكنه ذلك من القيام بنشاط سياسي ودخل حركة القوميين العرب ثم فصلته الرابطة، وعاد قحطان الى تعز وشكل مع عبد الفتاح اسماعيل وفيصل عبد اللطيف وسيف الضالعي وغيرهم من الانتهازيين والوصوليين الجهاز الارهابي للجبهة القومية الذي يتزعمه عبد الفتاح اسماعيل واتخذ الجهاز من تعز قاعدة له وكانت مهمته اغتيال عدد كبير من كبار رجال المباحث والاستخبارات من بريطانيين وعدنيين وكذلك طالت الاغتيالات العشرات من الأهالي والمواطنين الأبرياء، وفي تقرير سري لضابط بريطاني جاء فيه:
"قحطان محمد الشعبي رجل متشنج مادي يدور حول نفسه بشكل غريب جدا" وعلى ضؤ هذا التقرير خططت بريطانيا موقفا منه.. واعتبرته "عميلا محتملا"!!!
عبدالله الأصنج:
في خضم هذا الصراع من أجل السلطة اكتشف السيد عبدالله الأصنج الأمين العام للحركة النقابية العمالية ان الحركة لا تستطيع ان توجه الاحداث السياسية دون حزب سياسي وقد انشأ بالفعل حزب الشعب التقدمي الاشتراكي "وقد ارتكب الأصنج خطأ فادحا عندما ربط بين الحزب والحركة العالمية، حيث ان العمال يدينون بالاخلاص للمؤتمر النقابي كعمال ولكنهم كمواطنين يدينون بالولاء للأحزاب المختلفة كالحزب الوطني الاتحادي، او الجمعة العدنية، أو رابطة الجنوب العربي
وفي الفصل العشرين من كتابه ذكر المؤلف عوبلي اندلاع الشرارة الأولى وبداية عهد الارهاب، واعلنت بريطانيا عن تعيين السير كيندي تريفاسكس مندوبا ساميا في عدن!!
وتريفاسكس شخصية فذة بحكم خبرته الطويلة في الجنوب العربي وعقد ا واصر صداقة مع حكام الامارات ورؤساء العشائر مما اكسبه محبة معظم الولايات الا أنه كان يجهل شؤون عدن وأحابيل السياسة العدنية، وقد أحدث تعيين كيندي سخطا شديدا في عدن بسبب صداقته لحكام الولايات!!
عهد الارهاب:
في أيار – مايو عام 1964م في العاشرة صباحا كان المندوب السامي البريطاني كيندي تريفاسكس وحكام الولايات يغادرون مطار عدن في طريقهم الى لندن دوى انفجار مروع في أرض المطار وتناثرت الشظايا في كل اتجاه.. وكان أول من تنبه لذلك نائب المندوب السامي المستر جورج هندرسون والذي قذف بنفسه على جسم المندوب السامي فاخترقت الشظايا جسد هندرسون ورغم ذلك وصلت تريفاسكس شظايا قطعت بعض اصابعه، كما أصيب المستر هوبسون المساعد الأول للمندوب السامي في إحدى ساقيه وبالنسبة لحكام الولايات فلم يصب إلا السلطان أحمد بن عبدالله الفضلي وزير الإعلام في الحكومة الاتحادية، كما أصيب أحد القادة العسكريين عندما فقأت إحدى الشظايا عينيه، وأصيب الشيخ علي اسماعيل تركي حمو السلطان الفضلي ولكن اصابته طفيفه!!!
والى اللقاء في الحلقة العاشرة
*- للإطلاع على الحلقة الثامنة : اضغـــــــط هنــــا