على الرغم من كل ما يعانيه شعبنا الجنوبي من أزمات اقتصادية ومؤامرات سياسية.. إلا أن ايمانه الراسخ بان كل تلك المعاناة سوف لن تستمر حتى وأن طالت عليه فترة قدرته على الصبر والاحتمال. وهو أيضا على ثقة ويقين بأن أسباب ودوافع تلك الأزمات سوف تنتهي وتزول بمشيئة الله تعالى، كلما كانت معنويات أبناء الجنوب ومناضليه الأوفياء أكثر ثباتا وصمودا، وعلى أهبة الاستعداد للتضحية والاستبسال في سبيل تحقيق أهداف قضيتهم العادلة والمشروعة. وفي أولوياتها استعادة مقومات دولته المدنية المستقلة..
لذلك ودونما أدنى شك فأن هذه المشروعية السياسية لقضية شعب الجنوب التحررية، هي مصدر عزيمة المناضلين وقناعة تفانيهم وإخلاصهم، لبلوغ مراميهم وتطلعاتهم المستقبلية في تأسيس مداميك دولتهم المدنية والديمقراطية، التي ستقوم بعون الله على منهجية العدل والتسامح والمساوة، وتصون وتحمي حقوق الإنسان، وتتكفل برعاية مواطنيها المجتمعية والخدمية والاقتصادية، وترسخ مبادئ حرية الرأي والرأي الآخر، وتشجع على تطوير وتنمية الوعي العلمي والثقافي والعمل المهني التخصصي لأبناء المجتمع الجنوبي. فضلا عن احترامها للمواثيق الدولية، وانفتاحها في علاقات سياسية واقتصادية مع مختلف بلدان العالم المحبة للأمن والسلام والتعاون الإنساني، القائم علي اسس تبادل المنافع المشتركة وحقوق السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية المحرمة دوليا.
لذلك نأمل من الأخوة الجنوبيين الذين ما زالوا مرتهنين سياسيا أو مرتبطين بشراكة مصالح اقتصادية وتجارية، أو لديهم أموال وعقارات وارصدة بنكية وصفقات استثمارية، مع زعماء النهب اليمني وقبائله الطامعة بخيرات وثروات الجنوب، وليس بمقدورهم التصرف بأموالهم المودعة في البنوك التجارية الخاصة بكبار المتنفذين اليمنيين، فضلا عن عدم السماح لهم بسحبها او بتحويلها، بسبب الشروط المجحفة التي فرضت عليهم من قبل طغاة نظام صنعاء الاستبدادي، بأن يراجعوا حساباتهم الخاطئة، وأن يستشعروا بعواقب خاتمة المصير السيئ الذي ينتظرهم .....؟؟. فلم يعد لديهم من خيارت سوى خيارين لا ثالث لهما:-
ويتمثل الخيار الأول في مزايدتهم السياسية بتمسكهم بخيار الوحدة أو الموت، وذلك من خلال محاولاتهم المهينة لكسب رضاء حكام صنعاء وابتذال حسن النوايا في قبولهم وجاهة التمثيل الجنوبي على مستوى المراتب السياسية العليا لهرم السلطة ( الوهمية) بما فيها الحقائب الوزارية الصورية وغيرها !!؟.. وأما الخيار الثاني وهو : عزة النفس وصحوة الضمير وذلك بالتخلي عن تلك المصالح المالية والتجارية والشراكة الاستثمارية، مهما كان حجمها وفوائد عائداتها !؟...
وفي اعتقادي بأن خيار عزة النفس بالتخلي عن تلك المصالح غير المأمول منها من ناحية، ومن غير الممكن ضمان استمرارية حصولهم عليها، وعلى ارباحها المالية من ناحية أخرى، أهون لهم ألف مرة من ارتهانهم للذل والهوان، خصوصا بعد كل ما حدث وما زال يحدث من ويلات وماسي نتيجة حروب عبثية، راح ضحيتها قوافل من الشهداء الأبرياء وجرت أنهار من دماء أبناء الشعبين الشقيقين اليمني والجنوبي..
وإزاء ذلك: نأمل من شركاء جهابذة الفساد اليمني وتحالفاته الحوثية العفاشية من الجنوبيين، أن يستوعبوا مجريات الأحداث السياسية وتطوراتها الواقعية، والتفكير المدرك لما آلت إليه الأوضاع الداخلية وتجاذباتها الخارجية.. وما عليهم إلا ان يتخذوا القرار المناسب لهم ؟؟؟ ومن أجل قضية شعبهم الجنوبي، وعليهم أن يدركوا بأنهم مهما حاولوا استعراض تمسكهم بالوحدة الدموية، او المزايدة باسمها، والتغني على أطلالها... لم يعد مجديا لهم، ولا يمكن أبدا أن يصدق حكام نظام صنعاء تمثيلاتهم المكشوفة، حتى وان وصل بكم الأمر مرة أخرى إلى التفريط بسيادة أرضكم، والمشاركة الفعلية في قتل أبناء شعبكم الجنوبي، أو المساهمة السياسية والإعلامية والدبلوماسية في تجاهل مطالب جماهير شعبكم التحررية، وتسويقكم في معارض الارتزاق والخيانة ضد أهداف قضية وطنكم الجنوبي المشروعة..