خذوا الحكمة من افواه الشرعية. فهي أقامت الدنيا ولم تقعدها وتحدّت العالم -وأمريكا بالذات -حين تجاهلها المبعوث الدولي الى اليمن ولد الشيخ والوزير الامريكي جون كيري بموضوع مشروع الحل باليمن في مسقط, ورفضت التعاطي مع مشروع كيري لأنه لم يأخذ برأيها وتجاهلها عمداً كونه بحسب ما تقول يستهدف موقعها السياسي وينتصر لخصومها.(( صحيح أن هذه الشرعية لا تهش ولا تنش و أن موقفها هو من موقف السعودية)) , لكن سنأخذ بالظاهر وبما يُعلن.
فهذه الشرعية صممت- بصورة تستحق الاعجاب بصرف النظر ان أي اعتبارات أخرى- وما تزال ان تواجه كل من يحاول أن يفرض عليها مشاريع تستهدفها وتتجاهل وجودها.
قلنا خذوا الحكمة من افواه هذه الشرعية. كيف؟.
ففي الشأن الجنوبي نسأل: لماذا على الجنوب أن يقبل بمخرجات حوار صنعاء وقد تجاهلت هذه المخرجات وهذا الحوار الارادة الجنوبية واستخفت بها الى ابعد مدى؟
وحتى مشاركة فصيل( مؤتمر شعب الجنوب) بذلك الحوار تم تجاهلها وتمزيق رويته السياسية ولم يؤخذ منها ولو كلمة واحدة ناهيك عن فقرة.
الشيء المضحك حتى الوجع أن تجد جنوبي ثوري قُحّ, يؤيد الى درجة الهوس موقف شرعية هادي بحربها مع كيري وولد الشيخ –مع أنها سلطة تدافع عن كرسي الحكم وليس عن وطن وقضية وطنية بحجم وعدالة القضية الجنوبية-, وفي النفس الوقت يقول هذا الثوري الجنوبي أن على الجنوب ان يكون واقعيا ومتكتكاً ويقبل بمشروع الاقلمة من ستة اقاليم وأن على الجنوب أن لا يعاند العالم, يقول هذا وكأن هذه المخرجات قضاء وقدر نزل في فندق موفنبيك بصنعاء وما على الجنوب إلا أن يتقبلها صاغرا ذليلاً. مع أنه يعرف ان مشروع الستة الاقاليم قد فرض على الجنوب فرضا في حوار صنعاء الذي تجاهل الجنوب تماما كما فعل ولد الشيخ وكيري مع شرعية هادي – لو افترضنا ان ثمة ظلم قد تعرضت له هذه الشرعية أصلاً-, مع فارق ان هذه الشرعية تستميت على مناصب ومكاسب وترفض أي مشروع ينال منها, والجنوب يرفض مشروع الأقلمة وهو يستميت لاستعادة كرامة ووطن وتجد من يستكثرون عليه ان يقاوم أي تجاهل. والمفارقة الغريبة أن هذه الشرعية التي تشكو من تجاهل الآخرين لها اليوم قد مارست وما زالت تمارس تجاهلها على الغير الى أبشع صورة, والأكثر ادهاشا أن ترى بعض ممن تجاهلتهم هذه الشرعية وبكل بلادة ينذرون انفسهم وقضيتهم للدفاع عن هذه الشرعية.!
عجبي.