عذر أقبح من ذنب يا مخلافي (الحلقة الثالثة والأخيرة)

2016-11-25 17:11

 

في مقابلته "الهزيلة" مع قناة الجزيرة قلل السيد المخلافي وزير الخارجية اليمني في حكومة الشرعية وقزم من دور المقاومة الجنوبية الباسلة في حرب الحوثيين وصالح على الجنوب, ليس هذا فحسب بل وهمشها وجاء على ذكرها بطرف لسانه ولم يساويها حتى بمقاومة "تعز" العز مسقط رأسه ومعقل الإصلاح الإنبطاحي.

 

وبداية نترك الرد للعقيد إبراهيم آل مرعي وهو الباحث الاستراتيجي العسكري والخبير والمحايد في هذا الشأن حيث قال::

"المقاومة في عدن ليس من الناحية العاطفية, بل هو تاريخ وانتصار ودماء شهداء من أبناء الجنوب, وقد قطعت وعداً على نفسي أن لا تختفي مفردة المقاومة الجنوبية لأن هذا الانجاز الذي تحقق سيذكره التاريخ, لأنه سيسطر في كتب التاريخ لقرون قادمة, ولم يدعوه بل أنجزوه. المقاومة الجنوبية صمدت أربعة أشهر في عدن, حتى حدث إبرار قوات التحالف, ولم يكن الإبرار ليحدث لولا أن المقاومة الجنوبية كانت حاضنة لهم بفضل صمودهم".

وبفضل بسالة رجال المقاومة الجنوبية تمكنوا من تطهير كافة المحافظات من قطعان الحوثي والمخلوع خلال فترة قصيرة بسبب صدقهم وإخلاصهم النية لتحرير أرضهم من الغزاة رغم الدمار الذي خلفوه وشمل البشر والحجر وكل شيء متحرك وثابت في أرض الجنوب, وصبوا جام غضبهم وحقدهم على الأرض والإنسان بقصد تركيعه وإخضاعه ولكنهم فشلوا في ذلك. ورغم أن الثمن كان باهظاً إلا أن النصر قد تحقق بفضل أولئك الأبطال من الشهداء ومنهم بكار عوض الذي كان يقاتل حافي القدمين, ولا يمكن أن ننسى صورته في لهب الصيف وهو يصنع لنفسه أحذية من ورق الكرتون وهو لا يملك ثمن الحذاء, ولكنه كان يمتلك العزم والإرادة والروح القتالية التي تحلى بها وقاتل من أجلها حتى سقط شهيداً. ولن ننسى فضل الميسري الذي كان يقاتل في الجبهات في عدن بساق واحدة.

 

لقد سقط المئات .. بل الآلاف من الشهداء والجرحى في جبهات القتال في الجنوب, فماذا قدمت لهم حكومة الشرعية؟

لقد تركتموهم يا مخلافي أنت وحكومتك البائسة يلعقون جراحاتهم في عمّان والخرطوم والهند, ومات الكثير منهم  من مات في الخارج وفي مستشفيات عدن, بل وتم احتجاز جثامين البعض منهم في ثلاجات المستشفيات بالخارج لأنكم لم تسددوا ثمن علاجهم يا حكومة الغفلة والمهانة.

 

وأعود أسأل: ماذا قدمتم لأبناء عدن وهم يعانون من حر الصيف والرطوبة العالية والكهرباء مقطوعة والمياه كذلك, والمعونات تسرق وتنهب وتباع في الأسواق أو توزع على أزلامهم ومواليكم .. ماذا أقول عن المجاري التي طفحت أنهاراً في عهدكم الميمون؟ ماذا أقول عن

انتشار الأوبئة كالكوليرا .. وحمى الضنك؟! ماذا قدمتم لمن دمرت منازلهم؟ ماذا قدمتم لأسر الشهداء؟ بل ماذا قدمتم للأسر التي تشردت في أصقاع الأرض؟

 

الحقيقة واضحة كالشمس .. حكومة الشرعية يا مخلافي همشت أبناء الجنوب في كافة المجالات لأنها لازالت في عباءة النظام السابق.

لقد ابتلينا بكم وبالوحدة معكم, ولكن لا حياة لمن تنادي, فقد خجل  الخجل منكم واختفى من  قسمات وجوهكم القبيحة حتى وصل بكم الكبر والصلف والوقاحة إلى التطاول على دول التحالف, وترمون بفشلكم وعجزكم عليهم.

ورحم الله الشاعر الوطني الكبير محمد محمود الزبيري وهو يخاطب الشعب في شمال اليمن , وكأنه يخاطبكم اليوم عندما قال::

نبني لك الشرف العالي فتهدمه

ونسحق الصنم الطاغي فتبنيه

نقضي على خصمك الأفعى فتبعثه

حياً ونشعل المصباح فتطفيه

قضيت عمرك ملدوغاً وها أنذا

أرى بحضنك ثعباناً تربيه