اغتيال بريطانيا لعد والجنوب العربي لرئيس الدولة الاتحادية ووزير المعارف سابقاً محمد حسن عوبلي (الحلقة الخامسة)

"عرض وتلخيص د. علوي عمر بن فريد"

في الفصل التاسع استهل السيد عوبلي ذلك بالقول:

في الفترة نفسها أي بعد عام 1950م نشأت الحركة العمالية النقابية تلقائياً وبدون نظام, وتعددت الإضرابات العمالية عام 1954م لدرجة كاد اقتصاد البلاد أن ينهار من أساسه, وتدخلت الحكومة العدنية ولكن تدخلها لم يكن حاسماً.

وتعددت الإضرابات العمالية لأسباب سياسية خاصة بعد أن دخل زعماء الحركة العمالية في المجال السياسي, وحاولوا فرض آرائهم السياسية.

وكان لابد من وضع حدٍ لهذه المهزلة, فأصدر السيد حسن علي بيومي قراراً يمنع الإضرابات العمالية عام 1963م, وكان يشغل منصب وزير العمل آنذاك, وانهالت الاحتجاجات ضد السيد بيومي من اتحاد النقابات البريطانية وحزب العمال البريطاني والمؤتمر الدولي للنقابات العمالية, ولكنه استطاع أن يرفض الحركة العمالية العدنية, وبذلك صارت الإضرابات في عدن محرمة العمال من المعترك السياسي إلى نطاق القضاء العادل, فلا ضرر ولا ضرار.

وفي الفصل العاشر, ذكر السيد عوبلي الصحافة العدنية فقال:

أول صحيفة ظهرت في عدن عام 1941م هي "فتاة الجزيرة" لرائد الصحافة محمد علي لقمان, وكان من أهم الصحف: القلم العدني, النهضة, البعث, الجنوب العربي, الزمان, الفجر, الأيام الخ ... وكنت أحرر "الزمان" وأغلقها الحاكم العام بعد أربعة أعوام من صدورها, ثم أصدرت مطبعتها واستولت عليها خلال غيابي في جنيف.

وعموماً بلغت بعض الصحف العدنية درجة عالية من الشعور بالمسؤولية, في حين انحط البعض منها إلى الدرك الأسفل من المهاترات والسباب اللاذع الذي لم تعهده أي بلاد عربية أخرى.

وفي الفصل الحادي عشر تناول الوزير عوبلي الأحزاب السياسية العدنية فقال: تشكلت الجمعية العدنية قبل عام 1950م, وكان الأب الروحي لها محمد علي لقمان المحامي رائد النهضة الفكرية في عدن بلا منازع, وقد التف حولها جمهوراً من المثقفين والمفكرين, وكان أعضاؤها البارزين في مناصب تشريعية و وزارية.

أما رابطة الجنوب العربي فقد ظهرت عام 1951م, وكانت تهدف إلى تحقيق دولة الجنوب العربي وقد أسسها السيد محمد علي الجفري وانتخب شيخان الحبشي أميناً عاماً لها.

وقد كان في الرابطة عناصر قوية من المثقفين العدنيين الذين آمنوا بوحدة المنطقة كلها, وقد كان السيد الجفري خريج الأزهر وخطيباً مفوهاً ويحظى باحترام أنصاره لما عرف عنه من نزاهة فذة.

أما الجبهة الوطنية المتحدة فقد قامت عام 1954م, واكتسبت شعبية كبيرة كادت تطغى على أي حزب, ولكن عدم مرونة قادتها أدى إلى انحلالها.

أما الحزب الوطني الاتحادي فقد تبنى مشروع دمج عدن في اتحاد الجنوب العربي, ولكن للأسف الشديد جاءت الأحداث مخيبة للآمال فيما بعد. والى

اللقاء في الحلقة السادسة

*- للإطلاع على الحلقة الرابعة : اضغـــــــط هنــــا