عودة الوعي المفقود : جهات دخيلة تريد إذابة القضية الجنوبية بجسد الشرعية اليمنية

حين يجعل الحراك الجنوبي من نفسه جزءاً  أصيلاً من الشرعية اليمنية ويرضى أن يضمحل بداخلها ويتلاشى, ويفكر بعقلها, ويتكلم بلسانها, ويكون شرعيا أكثر منها, فمن المؤكد أن ولد الشيخ –وغير ولد الشيخ- سيغفل الإشارة للقضية الجنوبية بتقاريره وإفاداته أمام مجلس الأمن الدولي ,وسيتحدث عن لاعبيَـن أثنين فقط في الصراع: هما الحوثيون وصالح  من جهة, والشرعية( حزب الاصلاح وهادي) من جهة ثانية. أي أن ولد الشيخ سينقل الصورة للعالم كما تبدو له على الواقع,(معادلة بقطبيها), بعد أن هضم الحراك الجنوبي  نفسه ببطن أحد القطبين , ووضع قضيته بالجيب الخلفي لبنطلون غيره, وقعد يغـنّـي : (( مولاي  وروحي في يده إن ضيعها سلمت يده.))!

    فطالما والجنوب - أو بالأصح جهات متخبطة داخله - تريد اذابة قضيته بجسد الشرعية اليمنية , وتحاول بكل غباء وتغابي جعل هذه القضية العادلة تتماهى مع مشاريع الخصوم,أو ما يسمون جزافاً بالشركاء- وتريد لهذا الجنوب أن يتخلى عن جوهر وتمايز قضيته عن باقي قضايا أطراف الصراع باليمن, ويتخلى عن حقيقة ان قضيته الوطنية والسياسية لا علاقة لها علاقة مباشرة بموضوع (انقلاب و استعادة كرسي حكم) إلا فيما يتعلق بالشأن الجنوبي سلبا وإيجابا, فبالتالي من المنطقي أن يتجاهله الآخرون, ولن يكون ولد الشيخ إلا واحدا من المتجاهلين. فقبل أن يُـلام ولد الشيخ على تغييبه  للقضية الجنوبية في ((نيويورك)) يجب أن يُلام أصحابها على تغييبهم لها في ((عدن)) بعد أن حولوها من( صقر جوي  كاسر) الى (بطريق  كسيح متثاقل الخطوات ) لا يجيد السير ولا الطير .

خلاصة القول سيظل الحال الجنوبي يراوح مكانه بهذا الدرك من التــوَهَـان, الى حين عودة الوعي المفقود من تغريبته, والتي نأمل انها قد اقتربت.

      صلاح السقلدي