من المعروف اقتصاديا أن مصفاة عدن تعد أحد أهم المرتفعات الاقتصادية التي كانت منذ أنشائها عام 1954م في مدينة البريقاء بعاصمة الجنوب عدن ترفد خزينة الدولة الجنوبية بنسبة كبيرة من الدخل القومي بالعملة الصعبة، وتغطي احتياجات السوق المحلي بالمشتقات النفطية، فضلا عن تكرير النفط وتصديره إلى الأسواق الخارجية..
وكان لهذه المصفاة فائض مالي كبير ومخزون احتياطي من الارصدة الخاصة بها إلى ما قبل وحدة المكر والخداع 1990.. حيث اسهمت بتمويل العديد من المشاريع الأنمائية في مختلف محافظات الجنوب وفي تأهيل العديد من الكوادر الجنوبية العلمية والفنية والمهنية في مختلف مجالات النفط ومشتقاته..
ولكن.. بعد احتلال محافظات الجنوب في صيف 94م، واستباحة أراضيه وخيراته وثرواته من قبل زعماء النهب والفساد القبلي لنظام سلطة صنعاء، وبسطها وهيمنتها على مقدرات وممتلكات شعب الجنوب، فقد كانت مصفات عدن مصدر للهيمنة والاستحواذ ليس على عائداتها المالية فحسب؛ بل وعلى كل ما كان لديها من حسابات بنكية وارصدة مالية ومنشآت ومرافق إنتاجة وخدمية.. حيث توالى على رئاسة إدارتها العديد من جهابذة الفساد اليمني، ومحترفي النهب والتزوير والعبث بالمال العام الحكومي.
ولان المجال لا يسمح لنا بعرض ولو بعض الحقائق الدامغة على ما تعرضت له مصفاة عدن من فضائح لا حصر لها.. إلا أن الشئ اليسير من تلك الفضائح لو تم التحقيق فيها لصدمت عقول وضمائر الناس من جور نتائجها المثيرة للغبن والندم والمخجلة من تصرفات القائمين على هذه المصفاة العملاقة..
ومن خلال تلمسنا ومحاولات الاقتراب من معرفة بعض أسرار وخفايا الفساد اليمني في مصفاة عدن، فقد تبين لنا بأن هناك أعداد كبيرة قد تم توظيفها من أبناء الجمهورية العربية اليمنية على حساب الموازنة التشغيلية للمصفاة وهم لا يعملون فيها، وهناك أيضا أعداد أخرى من المبعوثين للدراسات الجامعية في مختلف دول العالم وبالذات في بريطانيا والمانيا وامريكا وفرنسا وغيرها يستلمون مخصصاتهم المالية من بنود خاصة على حساب مصفاة عدن؛ ومعظم المبعوثين قد تجاوزت سنوات ابتعاثهم أكثر من 15 سنة في التحضير للماجستير والدكتوراه، كما أن عدد منهم حصلوا على منح دراسية وتدفع لهم المعونات المالية من مصفاة عدن وهم لم يدرسوا أو يبتعثوا للدراسة ابدا وإنما هم في بيوتهم أو موظفين في وظائف حكومية وخاصة ويعملون في المدن صنعاء وتعز والحديدة وغيرها، وقد مضت عليهم سنوات طويلة وهم يمارسون هذا السلوك التخريبي وغير القانوني..
ولكم سافر على حساب مصفاة عدن من كبار الفاسدين والمجرمين للنقاهة والعلاج والترفية والضيافات في الخارج و و و ….. ؟؟؟
فهل تتوقعون بأن لا تتحرك مراكز قوى الفساد باليمن وجهابذتها في تعطيل وتخريب نشاط مصفاة عدن وتضييق الخناق على أبناء الجنوب عامة وأبناء العاصمة عدن خاصة، فيما يحدث وسيحدث لا سمح الله من محاولات تخريبية ؟؟؟
هذا وللحديث بقية.. ودمتم
د. حسين العاقل