قامت ميليشيات الحوثي يوم أمس بإغراق سفينة إماراتية بصواريخ أطلقتها قبالة ساحل المخا وقال احد قادة الحوثيون:
(إن نقل البنك إلى عدن سيسبب كارثة للخليج وسيصبح أمن واقتصاد دول الخليج العربي في مهب الريح)!!!
وقال اخر: (أنها رسالة اقتصادية أكثر من كونها رسالة عسكرية)!!!
ويأتي هذا التطاول الحوثي في ظل الإستقواء بوجود قواعد عسكرية للحرس الثوري الإيراني في أرخبيل (حنيش) يتم تخزين الأسلحة فيها كما يجري تدريب الميليشيات الشيعية في تلك الجزر التابعة لأرتيريا.
ويعتبر مضيق باب المندب أو (بوابة الدموع) أهم ممر مائي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي والبحر المتوسط عبر قناة السويس وتعبر فيه تجارة دول أوروبا وشرق آسيا بما يمتاز به من عمق وعرض مناسبين 16كم وعمق (100-200م) والمسافة بين ضفتيه هي 30كم وتعبره سنويا 25 ألف قطعة بحرية ويعبره 90% من التجارة العالمية و65% من بترول العالم .
ويعتبر باب المندب تاريخيا وجغرافيا وسياسيا تابعا لدولة الجنوب العربي وسيادتها وقد عمد نظام صنعاء إلى سرقة باب المندب الجنوبي وضمه إلى محافظة تعز الشمالية في محاولة لطمس حدود دولة الجنوب العربي المرسمة والمعترف بها دوليا إلا أن السيطرة عليه من قبل الميليشيات الحوثية مرتهن بسقوط مدينة تعز ولا يملك الحوثيون القوة الكافية للسيطرة عليه التي تمكنهم من ذلك إلا أنهم يحاولون السيطرة عليه للأسباب التالية:
- تحسبا لوقوع حرب دولية ضدهم
- تأمين السفن الإيرانية المحملة بالسلاح والعتاد العسكري لهم
إلا أن ما نخشاه هذه الأيام وفي ظل الحرب التي يشنها الحوثيون على اليمن أن تظهر الأطماع الأجنبية للاستيلاء على المضيق خاصة وقد ساهمت القوى الغربية بشكل مباشر في الحالة المأساوية التي وصل إليها الصومال وتدخلت بقواتها البحرية بحجة حماية المضيق وخليج عدن من خلال مسرحية (مكافحة القرصنة) وكما قال المفكر المصري الأستاذ محمد حسنين هيكل: (استراتيجيات الدول تفرضها ثوابت الجغرافيا أولا ثم تحركها دواعي التاريخ ثانيا).
فهل نقف من جديد على عتبات التاريخ الذي قد يعيد نفسه ويتم تمزيق اليمن بتوسيع رقعة الصراع فيه ومن ثم تحويله إلى إقطاعيات تابعة للقراصنة وأمراء الحرب أو تحويله إلى دولة فاشلة قد تؤدي إلى احتلاله من جديد من قبل بيادق الدول الكبرى وتعود جحافل الأحباش والفرس إلى اليمن من جديد في غياب العقل اليمني الذي ضاعت الحكمة من أهله.