إن ثقافة العنصرية والمناطقية والعرقية والتنابز بالألقاب وإطلاق حملات الكراهية التي يشنها بعض الشماليين ضد أبناء الجنوب، ويتهكمون عليهم بمسمى "القنوبيون" ساخرين من لهجاتهم المختلفة، إنما تدل على حقد وصلف وغرور وكبر أجوف يدل على نفسيات مريضة وقد عمقت هذه الفئات الكراهية حتى شملت معظم المكونات ولم يسلم من شرها وأذاها حتى أبناء الشمال أنفسهم وقد رصدنا ثقافة الكراهية تلك كما يلي:
1- سكان صعدة وعمران وصنعاء وذمار والجوف وحجة يعتنقون المذهب الزيدي.
2- عتمة والوصابين الأسفل والأعلى في ذمار يغلب على سكانها طابع الشافعية.
3- الحديدة – تعز – إب – مأرب – رداع – البيضاء "شوافع".
4- سكان شمال الشمال جلهم يحتقرون سكان جنوب الشمال حيث يصف أهل صعدة وعمران سكان صنعاء بأنهم بقايا فرس وأتراك.
5- سكان صنعاء يصفون أهل ذمار بأنهم "غجر" ويطلقون عليهم أوصافا مناطقية تحتقرهم.
6- سكان تعز وإب يطالهم التمييز العرقي من سكان شمال الشمال ويصفونهم بأنهم "لغالغة" أي كثيري الكلام كما يطال التهميش والعنصرية سكان ريمه من قبل الزيود!!
7- أما أهل تهامة والحديدة فيحتقرهم الزيود على أنهم ذو بشرة سوداء.. أي من فئة "الأخدام" المهمشين مما مكن الزيود من السيطرة على مساحات هائلة من مزارع تهامة.
هذا هو واقع الحال في مجتمع الشمال ونسيجه الداخلي المدمر الذي نخرته المناطقية والعنصرية والجهل، فكيف يمكن التعايش مع هذه التركيبة السكانية البائسة المنقسمة على نفسها وهي:
1- الأبناء الفرس: وهم الذين استوطنوا اليمن في القرن السادس الميلادي وحكموها بعد أن طردوا الأحباش منها في عهد سيف بن ذي يزن، ولهم ذرية في قرية "الفرس" بوادي رجام. وفي بني حشيش، وفي خولان الطيال، وبيت بوس/ وبني بهلول، ومن مشاهيرهم قديما: وهب بن منبه، والشاعر وضاح اليمن، ومنهم اليوم عشرات بل مئات البيوت الذين ينسبون أنفسهم للسادة الهاشميين وهم من أصول فارسية لا زالت ملحقة بأسمائهم وعائلاتهم حتى اليوم!!
2- سلالة الأتراك: وهم شيوخ حاشد اليوم "آل الأحمر" والذي وفد جدهم وهو سائس خيل مع الوالي العثماني سنان باشا ويدعى "ناظم تيراني" وهو من أصول البانية يجيد العربية واللهجات اليمنية.
وللحديث بقية.