غياب (الوعي الوطني) لدى الشعب والقيادة سبب ما نحن فيه !!

لاشك إن كل جنوبي يتمنى اليوم الذي يصبح فيه( الجنوب دولة مستقلة ) تنعم بالأمن والاستقرار دولة يعود فيها النظام والقانون الذي كان قد عرفه أبناء الجنوب منذ الاستقلال الوطني عن الاحتلال البريطاني عام 1967م الدولة والنظام والقانون الذي مهما كانت فيه من السلبيات إلا إن الفارق بينه وبين ما تعرضت له الجنوب أرضا وإنسانا منذ يوم الوحدة المشؤمة في 22مايوم عام 1990م

فارق كبير حمل تاريخه المآسي والخراب والدمار في شتاء مناحي الحياة ” السياسية ولاقتصادية والأمنية وغيرها ! تاريخ تخللته ابشع صور القهر وتصدير كل ما يسيء إلى مفهوم الوحدة الحقيقية التي كانت هدف من أهداف ثورة 14اكتوبر المجيدة … ونهج عربي قومي كانت تؤمن به كل القيادات السياسية الجنوبية التي تعاقبت على حكم الجنوب … لكن وللأسف الشديد ” مع من ” !

لاشك إن كل جنوبي يدرك هول ما حدث وضرورة مواصلة النضال حتى يتحقق لشعبنا غايته في الحرية والاستقلال ! لكن للأسف الأكثر من شديد إننا هنا في الجنوب نفتقر إلى ( الوعي الوطني ) وهذا ما جعلنا أن نظل مشتتين وفي فكر واعتقاد كل القيادات إن الشعب الجنوبي يدين بالولاء لهم أي بمعنى اصح إن كل سياسي جنوبي لازال يعتقد انه الزعيم وانه وحده المخول والقادر على إن تعود دولة الجنوب وهو القائد الفذ لها ولشعبها!

وكما صور له أنصاره ورسموا له صورة خاطئة مفهومها انه ( الجنوب والجنوب هم وأياه) للأسف الشديد مثل هذا  هو ما جعل الناس اكثر فرقة وسهل للأعداء اختراق كثير   من المكونات السياسية الجنوبية وتفريخ مكونات صحيح أنها جنوبية الهوية ! لكنها في الأصل مجاميع استرزاق رخيص جعلت الوطن والقضية سلعة للمساومة ولمن يدفع أكثر !! وهذا ما أضرنا كثيرا وعقد الأمور أكثر !

 اعتقد انه يجب اليوم على كل الخيرين من أبناء الجنوب الذين أضروا الجنوب بسبب قصور وعيهم الوطني ! يجب عليهم اليوم أن يدركوا إن الوطن ليس ممثل بشخص أو فيئة أو  حزب أو منطقة ! علينا جميعا اليوم تقع مسؤولية تاريخية وطنية تجاه وطنا وأهلنا في الجنوب تتمثل في وحدة الصف وعدم الإيمان بأي قيادي مهما كان لا يؤمن أو يدعوا إلى وحدة الصف الجنوبي ! علينا أن لا نسمع لأيا كان ومهما كان  وان لا نسمح له أن يدعي انه القائد أو المنقذ !

 والتاريخ مدون ومن يحترم عقل هذا الشعب سيحترمه ! والحديث موجه لكل القيادات السياسية الجنوبية الذين طال أمد خلافهم وصراعهم حتى في أشد الظروف التي يتعرض فيها شعب الجنوب لحروب الإبادة ! صراع وخلاف لا يخدم غير الأعداء!  أن شعبكم الجنوبي يقول لكم اليوم … أن كنتم قد خدمتم أعداء الجنوب في السابق بحسن نية ! فيجب عليكم اليوم أن لا تخدموه بما يجعلكم أمام شعبكم تعيدوا خدمته مع سبق الإصرار ! لكن بسوء نية تجاه شعب قدر ما وقع فيه من ويلات بسبب ( حسن النية ) على الجميع اليوم التحلي (بالوعي الوطني ) المتمثل بوحدة الصف ونبذ كل شكل من أشكال المناطقية ! واحترام كل الإشفاء الذين وقفوا إلى جانبنا   وعدم تحميلهم مسؤولية  تحريرنا واستقلالنا ! ونحن لم نحرر انفسنا وعقولنا ونوحد صفنا حتى تصبح أفكارنا ورؤيتنا موحدة فيما بيننا ! ومن يحترم نفسه أولا بالتأكيد سيحترمه الآخرون وسيقفون إلى جانبه !

 والله يعينك يا شعبنا الجنوبي العظيم