رغم ماشهدته الساحة اليمنية من متغيرات سياسية جديدها كان خروج الرئيس هادي ونائبه الأحمر عن المشهد السياسي وما أعقبه من تشكيل مجلس رئاسي وذلك بتوافق وتنسيق بين دول التحالف العربي وقوى دولية وإقليمية يؤكد أن هناك أيضا تفاهمات حول أساس تلك الحرب التي امتدت لقرابة ثمانية أعوام دون تحقيق نصرا يذكر بإستثناء المناطق الجنوبية التي تم تحريرها مبكرا من قبل الجنوبيين ودعم دول التحالف إلا أن الحوثيين ظلوا يسيطرون على معظم مناطق الشمال وكادوا في حرب مستميته أن يسقطوا آخر معقل للسلطة الشرعية محافظة مأرب والتي لازالت هدف رئيسي للحوثيين حتى بعد إعلان الهدنة.
ففي اعتقادي أن أي تفاهمات حصلت كانت نتيجتها إزاحة هادي ستواجه مصاعب جمة ومعقدة في حالة أن تلك القوى الدولية والإقليمية لم تتخلى عن دعم الحوثيين أو لا زالت تناور وتوظف الأحداث والتطورات السياسية في حرب اوكرانيا لما يخدم مصالحها ببقى الحوثيين كمشروع عرف خلال الفترة الماضية بانه مشروع (محمي).
كان إيقاف تقدم الشرعية في الحديدة بعد أن كانت شبه ساقطة كان ذلك ليوضح جليا بأن الحرب في اليمن لم تكن إلا أحد مشاريع تلك القوى المعادية لدول المنطقة واقذر صراعات الإبتزاز السياسي التي وضعت سيناريوهاتها منذ وقت مبكراً.
نعم أن ماحدث من تغيرات سياسية يمنية لم تكن نهاية لهذه الحرب إلا في حالة واحدة وهي في حال عدم رضوخ الحوثيين للسلام والحل يعني ، الاتفاق مسبقا على إعطاء الضوء الأخضر لخيار الحسم العسكري إن لم يكن بمساعدة من صنعه فبعدم تدخله؟ أو بمجابهة ومواجهة ما عدى ذلك لأن غير ذلك مؤكد دخول المنطقة في حرب فوضوية قد تصبح بالإنابة لعدة قوى دولية واقليمية حينها يصعب الحديث عن السيطرة عليها أو إيقافها؟
نعم أن حرب اليمن تحتم على المعنيين بأمرها ان يدركوا انها اما ان تحل وبأسرع وقت ممكن او يستعدوا لما هو أصعب وأخطر مما سبق نعم لا خيار سوى سرعة إنهاء هذه الحرب قبل أن يصبح لكل فصيل فيها حليف على حساب الحليف، والله من وراء القصد.