خواطر أبينية قبيل ساعات من فجر العيد !

2016-09-14 14:30

 

من عتمة الاحزان ستشرق شمس الافراح غدا لا محالة ..

خواطر أبينية قبيل ساعات من فجر العيد !

من دثينة الحبيبة الحزينة ..

الحزينة ككل مدن ومناطق أبين بما جرى لها ولشبابها في أحدى مدنها المنكوبة مدينة "الوضيع" المكلومة ..

أكتب خواطري من قلب دثينة أبين التي تدفن بعض أولادها المغدور بهم وتستعد لدفن آخرين في أمعين، وفي مودية وقراها، وفي الوضيع وقراها،  وتجارح العشرات من الجرحى.

 أكتبها من بين أحزان عشرات الأسر الفقيرة الذين كانوا منتظرين أولادهم ليأتوا بمعاشات وهبات وحداتهم الأمنية السعيدين بإنضمام أولادهم العاطلين الى الوطن وحمايته ليأتوا بالخيرات والمسرات وهم يجنوا أولى ثمرات توظيفهم ليهنؤا ويفرحوا وتكون فرحة العيد فرحتين .

احييكم من وسط سكرات الاحزان التي جعلتني والكثير من أهلي وناسي في قرى دثينة أبين نترنح أسى وحزن فيما العالم الاسلامي وكافة المسلمين في العالم ينتظرون في لهفة أكتمال السويعات الفاصلة المتبقية من بدأ افراح عيد الأضحى (العيد الكبير) وملايين المسلمين على جبل عرفة يستقبلون الوقوف المهيب متضرعين الى الله ان يشفع لها ويشفع لأمة محمد (ص) .

 أذرفها دموعا من قلب الجراحات بعد ان سكنت ثرثرات الليل وبدأت ذبذبات الانترنت تنساب بحراراتها الى أجسام هواتفنا الجامدة منذ فجر يوم أمس وقد بدأت برودة السماء تهبط الى الأجساد النحيلة الداكنة التي كسبت (دكانتها) من شدة حرارة الشمس في يوما عصيبا آخر محمل بأحزان أبين التي لا يبدوا ان لها نهاية قريب ..

أأحييكم أو أعزيكم أو أهنئكم سيان لدينا لأن كلها واردة في قواميس لهجة عصرنا الاستثنائي في أبين؟!! هذه المحافظة التى صارت كل شي، صارت القاتلة والمقتولة والسلطة والمعارضة والأمن والإرهاب صارت الإرهابي والضحية المغدور بها، حتى كدنا لا نفرق بين مآسينا وأفراحنا لا نعلم من أين ياتينا كل ذلك؟! ولا ندري من هو العدو ومن هو الصديق !!.

لكني لابد ان أهنيئكم لأني أعلم ان هناك الكثير من الشباب في كل قرى أبين لازالوا يبتسمون وهم يروون كيف ساعدهم الحظ ونجاهم من موت محقق .. لابد لي ان أشعر كمراقب للشباب وهم يقهقهون ويثرثرون وانا أستمع الى ثرثراتهم بعد عودتهم من واجب الحراسة النهارية فيما زملائهم يغادرون بيوتهم من قراهم المتناثرة لينتشروا في النقاط الأمنية في مفترقات الطرق متعتقين بنادقهم الشخصية ومستعدين لقضاء الليل كله بنوباتهم الليلية وكلهم حماسا لا ينظب وأهلهم يودعوهم راضين ومقتنعين بما تحمله لهم الاقدار ومستبشرين فيهم الصلاح ويتوسموا خيرا في قوات الحزام الامني ان تكون قادرة على انهاء معاناة المحافظة (أبين) ومعاناة الوطن كله، أبين التي منيت بالكثير من الاحزان لازال سماء قراها ومدنها يبتسم وهو يستقبل الالعاب النارية المبتهجة بقدوم العيد ترافقها دعوات المبتهلين الى الله ان يبعد البلى عن البلاد والعباد، لازالت أبين كما كانت وستظل تدفع ثمن الحرية بقناعة وبسخاء وهي تترقب كل يوم بزوغ شموس الحرية من خلف الجبال السوداء المحيطة وسيطل العيد بعد سويعات قليلة لا محالة ..

فعيدك أبينيا سعيد ايها الوطن الغالي عيدك عيدا بكل المقاييس .. وعيدكم سعيد وكل عام وأنت بخير .

أ .الربيزي

فجر الأضحى