الاسبوع القادم يتم تكريم الكابتن خالد صالح حسين في حفل نوعي يتسلم فيه الميدالية الاولمبية الدولية ونجدها مناسبة لتسطير هذه الأسطر المتواضعة عن هذا الرجل وأتمنى إن أفيه حقه.
اعتدنا على كتابة مقالات الرثاء وبيانات الشجب والاستنكار هذا هو حالنا نحن الجنوبيين منذ حرب 94م العدوانية الظالمة التي وئدت الوحدة وحولت الجنوب إلى ض
يعة مستباحة.
وهذه هي المرة الأولى التي اكتب فيها مقال عن شخص لازال على قيد الحياة هو الكابتن خالد صالح حسين الوكيل المساعد لوزارة الشباب والرياضة بمناسبة تكريمه بالميدالية الاولمبية الدولية، وقد يتصور البعض إن صداقتي الحميمة للعزيز خالد هو من دفعني إلى ذلك وهذا صحيح ولكن هناك أسباب أخرى !
أهمها الغياب الطويل للكفاءات والقدرات الجنوبية عن منصات التكريم في المحافل الدولية والإقليمية في شتاء المجالات جرى التهميش والإقصاء الذي مورس ضد الجنوبيين منذ حرب اجتياح الجنوب وتدمير كل مقدراته ومؤسساته.
إن التكريم الذي حضي به الكابتن خالد صالح حسين بمنحه الميدالية الاولمبية الدولية جاء كاستحقاق وفي الوقت المناسب على رد الاعتبار للكوادر الرياضية الجنوبية كما انه يحمل دلالات عديدة تعيدينا إلى العصر الذهبي للرياضة في الجنوب قبل الوحدة ومقارنته بما آلة إليه الأوضاع الرياضة في الجنوب وعلى وجه الخصوص في أندية عدن ذات التاريخ الرياضي العريق عدن التي كان لها الريادة في كرة القدم على المستوى العربي والإقليمي حيث تأسس فيها أول نادي رياضي عام 1905م هو نادي الشباب المحمدي التلال حالياً.
وبالعودة إلى الحديث عن الكابتن خالد صالح حسين الذي اقتحم الحقل الرياضي من بوابة نادي الصمود وكان الكابتن خالد القادم من مدينة الضالع الريفية احد نجوم الصمود البارزين واستطاع هو وزملاءه الآخرين إن يسجلوا حضوراً في العاصمة عدن كلاعبين يشار لهم بالبنان واوجدوا لهم مكانة بين صفوف النجم الذين كانت تزخر بهم أندية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في ثمانينات القرن الماضي وبالذات في عدن .
لا غرابة إن يكون الكابتن خالد لاعباً مميزاً فمن يلعب إلى جانب الكابتن احمد علي سعد وعبد الله علي مثني وأخويه محسن علي مثنى واحمد علي مثنى وصالح الوزير وضرار عبد الله وعبد الكريم علي بن علي وعلي الربوعي وعبد الله الربوعي ويحيى النوبي وجميل سيف واحمد علي احمد الحاج وفضل عبادي وقائمة أخرى من النجوم لا يتسع الحيز لذكرهم لا يمكن إلا إن يكون لاعباً مميزاً كإقرانه ،إلا انه كان مميزاً في ثقافته وحنكته القيادية حيث تحمل العديد من المهام الرياضية في إدارة نادي الصمود وهو لاعباً وساهم بفعالية في وضع بعض ألوائح الداخلية للنادي وعمل على توثيق تاريخ الحركة الرياضية في الضالع حيث جمع بين عطاء الفكر وعطاء البدن،وكانت ديناميكيته احد عوامل نجاحه وكرازيميته عامل تألقه.
لقد عرفت العزيز خالد لاعباً مميزاً وتربوياً ناجحاً وقيادياً مقتدراً يفرض حضوره وبقوة في إي موقع يتواجد فيه،ومن خلال مزاملتي لأبو يوهان في مكتب التربية والتعليم في الضالع الذي كان يشغل فيه نائب مدير التربية رئيس فريق التفتيش المدرسي عرفت فيه حبه لعمله وإخلاصه لواجبه واحترامه لمكانته وتقديره لرؤسائه ونصحه لزملائه ومرؤوسيه فكان تربوياً ناجحاً له بصمات واضحة في الحقل التربوي خلال الفترة التي كان فيها الأستاذ محسن ألربوعي يقود دفة التربية وقد عرف عن ألربوعي بأنه يضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولا مكان في إدارته إلا للقدرات والكفاءات.
في عام 86م غادر أبو يوهان الحقل التربوي وولج الحقل الرياضي ولكن هذه المرة ليس لاعباً وإنما قيادياً في المجلس الأعلى للرياضة واستطاع وباقتدار إن يقدم نفسه كواحدً من القيادات الشاب الجديدة حينها ولم تقتصر إسهاماته في الجانب القيادي فحسب بل تعداها إلى الجانب الفكري والإبداعي وعرفه الوسط الرياضي ككاتب صحفي مبدع مثل إضافة جديدة في الصحافة الرياضية وشغل منصب مدير تحرير صحيفة الرياضي التي كانت تصدر في عدن والتي كان يرأس تحريرها الأستاذ محمد سعيد سالم فكان خالد صالح بقلمه الرشيق يخدم الرياضة من خلال مقالاته التقيمية الناقدة
والجريئة .
عقب حرب 94م العدوانية الظالمة عان من تبقى من الكوادر الجنوبية في صنعاء شتاء صنوف القهر والإذلال ولم يتبقى منهم في وزارة الشباب والرياضة الا خمسة أشخاص فبإضافة إلى خالد صالح الأستاذ عبد الحميد السعيدي والدكتور عبد الله الجرمل وخالد زوقري وعدنان مصطفى.
وعلى الرغم من الأوضاع النفسية الصعبة وحالة الانكسار التي عانى منها الجنوبيين بعد حرب 94م والتي كانت أكثر وطأة على من تبقى في صنعاء إلا إن الكابتن خالد ضل صامداً ولم ينكسر ولم يهرول بحثاً عن وضعاً قيادياً في حزب المؤتمر الشعب العام كما فعل الآخرين، ولكن ضل اشتراكي الفكر جنوبي المنشاء فما إن استأنفت صحيفة (الثوري) الصدور عاد الزميل خالد صالح لاستئناف تحرير الصفحة الرياضة في الصحيفة وكان حينها حمل أو قراءة صحيفة (الثوري ) تهمة فما بالك بالانتماء إلى الاشتراكي وتحرير صفحة في صحيفته.
كان من القلائل الذين حافظوا على ثبات مواقفهم السياسية ولم تنقطع صلته بأبناء منطقته وضل على تواصل دائم مع رفاقه وأصدقاءه في الوقت الذي كانت فيه مناطق الجنوب لا ترى كوادرها العاملة في صنعاء إلا في مواسم الانتخابات يقودون حملات الرئيس المخلوع وحزبه ،ولازلت أتذكر تواصله المستمر معنا بعد إعادة النشاط الحزبي لمنظمات الاشتراكي في الضالع وعند تشكيل اللجنة الشعبية ودعمه المعنوي لحركة الاحتجاجات التي شهدتها الضالع خلال الفترة 1997 – 2000م حيث كان يرى في اللجان الشعبية التي تشكلت في محافظات الجنوب بارقة أمل لميلاد جيل جديد من المناضلين يأخذون على عاتقهم مهمة استكمال المشوار الذي بدائه الإباء والأجداد مشوار مقاومة الظلم والاستبداد وصولاً إلى استعادة الحق المغتصب.