مثل خطاب الرئيس هادي بمناسبة عيد الفطر المبارك منعطفاً محوريا هاماً في حرب الشرعية ضد الإنقلاب وميليشياته فكعادته في المنعطفات الحرجة والهامة يفاجئ الجميع بقرار أو موقف يُربك المشهد لخصومه وأعدائه ويعيدهم إلى نقطة الصفر ويسحق وهم النصر الذي عاشوه بتصورهم وظنوا انهم حققوه .
فمن مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة الذي فاجأ به قوى النفوذ والهيمنة ساحقا به سيطرتهم على السلطة والثروة إلى استقالته بعد الإنقلاب وذهابه إلى عدن ومنها إلى الرياض حيث فاجأ الإنقلابيين بتحالف عاصفة الحزم التي أسقطت هيمنة المشروع الصفوي الصهيوني الذي أعلن صنعاء عاصمته الرابعة.
بهذا التوجه والمنحى الإستراتيجي المتميز والفريد أتى خطاب الرئيس هادي ليمثل خارطة الطريق لما بعد الكويت فاتحاً به الطريق المسدود الذي وصلت اليه مشاورات الكويت ناسفاً وهم النصر الذي تصور الإنقلابيين أنهم حققوه .
لقد كان خطاب الشرعية والمشروع والتحرير والثورة والوفاء والنصر والعزيمة والقرار والعبر والسلام ورفع المعاناة والسيطرة على الموارد لقد وضع في خطابه النقاط على الحروف وحدد المسار للشرعية دولة وجيشاً ومقاومة وشعب .
ويمكن تحديد كل ذالك بالنقاط التالية:
1- رسائل التهنئة:-
حيث وجهها إلى أبناء الشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج والى الأمتين العربية والإسلامية قيادات وشعوب والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بقيادة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
2- تقدير ملاحم المقاومة والفداء والانتصار والتحرير والصمود:-
حيث تحدث عن مناسبة ذكرى الانتصار في الجنوب وعدن الذي جاء نتيجة لنضالات أبناء شعبنا في جنوب الوطن التي أبهرت الجميع وقدمت دروساً بطولية رائعة في الصمود والتضحية والفداء وتحرير عدن الباسلة من قبضة الميليشيات المجرمة والعصابات المنفلتة والذي بداء بمقاومة الضالع وصولا لمعجزة المقاومة التي خلقت الانتصار ورسمت الفرحة على شفاه الوطن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وأعادت إلى الأذهان تاريخ عدن الجميل صلابة وشجاعة وإرادة حطمت أغلال الكهنوت وعانقت الحرية والمجد, ولتعز الصمود والتضحية والصبر والتي أفشلت كل محاولات التركيع والإذلال ومنعت جحافل الشر من تدنيس شوارعها ، المدينة التي اختارت المقاومة طريقا وحيدا للحرية والكرامة والكبرياء ولمأرب الصمود والتضحية والتاريخ والحضارة ،وللجوف حيث الإباء ولشبوة الكرامة ولكل ساحات الشرف والجيش الوطني والمقاومة على امتداد التراب اليمني الطاهر .
3- طريق حماية النصر:-
وحدد سبيل حماية هذا الانتصار بمزيد من التلاحم والتعاضد وإدراك حجم التحدّي والمسؤولية والانطلاق نحو مراحل الأمن والاستقرار والبناء والتنمية والتعمير.
4- العرفان والتقدير والوفاء لدور التحالف :-
حيث أكد بأنه لا يمكن لشعبنا الوفي أن ينسى الدور المحوري والأساسي للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبقية أعضاء التحالف الذي رسم لوحة مشرفة في التعاضد والتكاتف العربي امتزج فيها الدم العربي على ثرى أرضنا الطاهرة لأجل قضية عادلة، فالشكر والتقدير والعرفان لكل من شارك في هذا التحالف العربي ، مصدر فخرنا واعتزازنا.
5- طبيعة النظام السابق ونظرته للشعب اليمني:-
حدد بوضوح طبيعته ونظرته للشعب بقوله كان نظاما سياسيا عصبوياً مقيتاً يكاد يختزل الوطن كله في صورة فرد وكاد الشعب اليمني العظيم أن يتحول إلى أجير لدى عائلة , وكانت كتل الانتقام والأحقاد هي التي تحرك هذا النظام.
6- الاعتراف بدور ثورة الشباب في العام 2011 وما قامت به:-
حيث أكد أنها أزاحت عن كاهل الشعب اليمني نظاما سياسيا عصبوياً مقيتاً, ومجيئها صنع المعادلة الأهم في تاريخ اليمن المعاصر ، وأحالت الأصنام إلى دمى وحولت العوائل المتسلطة أشتاتا لم يعد يجمعهم سوى الحقد والضغينة والانتقام من شعبنا الذي انعتق من قيودهم وأسرهم.
7- المبادرة الخليجية وخارطة طريق المستقبل:-
حيث أسست لمرحلة جديدة استوعبت طموحات الشباب ومخاوف الكبار وصنعت خارطة طريق انتهت إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي شهد العالم كله بعبقرية الإنسان اليمني وحكمته وقدرته على صناعة التحولات.
8- حقيقة تحالف الإنقلاب ودوره:-
وقد أوضح قيام تحالف للشر الغادر بين العوائل القديمة التي استيقظت على حق زعمته الهيا سلبته منهم ثورتنا المباركة في السادس والعشرين من سبتمبر ، وبين عوائل جديدة كانت سياط الثورة الجديدة ماتزال تلهب ظهورهم ،ومع هذا التحالف الغادر دول إقليمية تسعى من وراء ظهورهم إلى العبور إلى أطماعها المتمثلة في إقلاق الإقليم والسلام والأمن الدوليين .
وقد انقض تحالف الشر على الدولة وصادر المستقبل وألغى السياسة وأوغل في عدائه للشعب اليمني العظيم.
9- طبيعة المعركة التي لا تقبل النكوص والتراجع:-
فلقد أوضح بجلاء بأن المعركة الدائرة باليمن هي من أقدس المعارك, فاليمن رأس الحربة التي تدافع عن الأمة كلها في كسر الطموح الإيراني والتوسع الصفوي المدجج بالموت والخراب وبأن المواجهة هي بين اليمن ومعه شعوب أصيلة تقاوم عن الأمة كلها وهي تدرك أن المعركة المفروضة لا تقبل النكوص أو التراجع .فالمشروع الذي تحمله عصابات الانقلاب وميليشيات القتل هو مشروع تدميري لا يهدف إلاّ إلى إعادة شعبنا الأبي إلى عهود الذل والاستبداد وليس لديه غير الدمار والفوضى والخراب، إنها معركة متعلقة بثقافة الأمة كلها وحرية الأمة كلها وكرامة الأمة كلها ولابد من احتمال المصاعب أيا كانت وكيف كانت ، فنحن ندرك جيدا أننا سنعاني كثيرا نتيجة هذا الموقف المبدأي .
10- طريق السلام الدائم هو بإزالة الإنقلاب وإنهائه ولا طريق سواها ولن يكون:-
ولقد أكد بأن تمجيد المقاومة والاحتفاء بالنصر ليس دعوة للحرب بل هو تذكير لمن عميت بصائرهم عن رؤية الحق وتنكبوا صراط السلام الذي لطالما قدمناه وعرضناه ولا زلنا بكل صدق واستشعار للمسؤولية الوطنية في مشاورات الكويت وما سبقها من أجل شعبنا لأننا ندرك معاناته ونعيش الآمه.
وحدد بكلمات واضحة مفهوم السلام الدائم وكيفية الوصول اليه بقوله إننا نؤمن بيقين أن أي سلام مستدام وآمن يجب أن يقضي على الأسباب التي جاءت بكل هذا الخراب ومهدت لكل ما يعانيه شعبنا اليوم ووأدت حلمه المشروع في النهوض والانطلاق، والانقلاب هو كارثة الكوارث ورأس الداء وكل سلام يتغاضى عنه أو يتماهى معه أو يبرر له أو يتجاوزه لن يكون سوى حقنة مخدرة ينتهي مفعولها قبل أن يبدأ لنعود مرة أخرى إلى نفس المعاناة والمأساة. إن الشعب اليمني أصبح أكثر تصميماً على إزالة الانقلاب وإنهائه وتلك هي طريقته للسلام الصحيح العادل والدائم ولا طريق سواها ولن يكون. ونادى الإنقلابيين بالجنوح للسلام قائلا فاجنحوا إلى السلم فالشعب لم يجنح للسلام ضعفا ولا قلة حيلة ، بل رغبة في السلام وحرصا على دماء اليمنيين وحفاظا على ما تبقى من ميراث الدولة وأخلاق المجتمع وروح الشعب .
11- الوعد بالنصر واسترداد الدولة:-
حيث أكد جازما بالوعد بالنصر واسترداد الدولة بقوله إنني وباسم الشعب اليمني كله ، وباسم كل بطل من أبطال جيشنا الوطني، وباسم كل صامد من رجالات المقاومة الشعبية ، وباسم كل رجل حر وامرأة حرة ، وباسم كل طفل، باسم كل شهيد ، باسم كل جريح ، باسم الأرامل واليتامى والثكالى في هذا الشعب العظيم أقول" إن الشعب اليمني سينتصر لكرامته وعزته وسيسترد دولته ومؤسساتها ، وسيعيد الحق لأهله ، ولن تحول دونه أية قوة مهما كانت ، إنه وعد اليمني ورجولته وشرفه.
12- حقيقة الإرهاب ودورالإنقلاب في صناعته وتناميه ومواجهته:-
حيث أكد دور الإنقلاب بصناعة ظاهرة الإرهاب وتناميها بقوله تعلمون جميعا أنه وكنتيجة للانقلاب على الدولة تنامت ظاهرة الإرهاب في البلاد بفعل غياب القوى الأمنية الوطنية وتحول بعضها إلى خلايا تدعم الإرهاب وتغذيه ، وتآزرت كل عناوين الإرهاب من إرهاب القاعدة وداعش مع إرهاب الحوثي مع إرهاب المخلوع محاولين تقديم الشعب اليمني الكريم كشعب راع للإرهاب وحاضن له ، ولقد فضح الشعب زيف الدعوى فعندما تكاتفت قواتنا مع قوات التحالف في مهاجمة أوكار الإرهاب في المكلا وشبوة خرج الشعب اليمني مبتهجا بالنصر مسانداً وداعماً لكل جهود مكافحة الإرهاب وبقي الإرهاب وحده في مواجهة الشعب ، ولم نسمع سوى أنين الحوثيين والمخلوع يتباكون على الإرهابيين الذين تدكهم طائرات التحالف في المكلا وشبوة وغيرها . إننا نعلم وسيعلم معنا العالم كيف يتآزر الإرهاب بالإرهاب وكيف يستقوي الإنقلابيين بالإرهابيين وكيف يعبثون بدماء أبنائنا بدم بارد ،وسنستمر في مطاردة الإرهاب ، كل الإرهاب ، وسندك كل أوكاره أيا كانت جذوره وسواقيه .
13- تضحيات الشعب ومعاناته بسبب الإنقلاب سبل حلها:-
وتحدث عن المعاناة التي يعيشها كل اليمنيين في الداخل والخارج بقوله المعاناة التي سببها هذا الانقلاب الذي يحاول أن يقدم صورة شائهة عن الأمة اليمنية العظيمة والشعب اليمني الأصيل ، فالخدمات رديئة والمرافق الصحية دمرت ، والبنية التحتية تعرضت للتدمير الممنهج .
نعلم معاناة شعبنا في كل اليمن من صعدة الصابرة الموجوعة الموبوءة بهذه الجماعة الباغية ، إلى عمران وصنعاء وذمار وتعز وعدن ومأرب والجوف والبيضاء والضالع وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى وكل شبر في تراب الوطن ، نعلم بالمأساة والمكابدة التي عاشها ويعيشها أهلنا في عدن والحديدة وحضرموت في هذا الصيف القاسي نتيجة تردي خدمة الكهرباء وعملنا ونعمل بكل جهدنا للتخفيف من هذه المعاناة .
14- وسائل رفع المعاناة عن الشعب:-
حيث حدد سبل رفع هذه المعاناة بالأتي:
1- التوجيه للحكومة بالعودة إلى العاصمة المؤقتة عدن ، وهي اليوم تعمل بجهد كبير ومشكور ومقدر وبالتعاون مع السلطات المحلية لإزالة العوائق وتحسين الخدمات وتعزيز حضور الدولة واستعادة مؤسساتها وتطبيع الحياة بشكل عام.
2- البحث عن كل الموارد الممكنة لنغطي بها احتياجات الخدمات وعلاج الجرحى ورواتب الموظفين.
3- عدم المساهمة مطلقا في رفد خزينة الانقلاب وتمويله بما يطيل أمد الحرب والمأساة.
4- عدم المشاركة في العبث الذي ينفذه الانقلابين بإقتصادنا ومواردنا وأموالنا.
5- عدم بيع النفط لنمول به العصابات الانقلابية.
6- مواجهة كل الضغوط من اجل مصلحة شعبنا.
7- بذل كل الجهود لإنهاء هذا الوضع غير السوي.
8- العمل في خندق واحد مع كل القوى الوطنية الخيرة والشريفة التي تعمل من أجل عودة الدولة وإزالة الانقلاب .