مالكم كيف تحكمون ..

2016-07-02 08:26

 

لم يتوقف نزيف الدم والاغتيالات والتفجيرات بل أصبح القتل والبلطجة سمة رئيسية تتميز فيها المدينة ، سكت الجميع وهرب كبار القوم خلف البحار ومن لم يستطع الهرب اعتكف ببيته وشدد على نفسه الحراسة لا يريد ان يموت في سبيل الشعب وتثبيت الامن ، مشهد اغتيال الشهيد جعفر كان مخيفا وجثته متفحمة أعطت مؤشرا أن البديل سيكون هذا مصيره ، الكهرباء والمياه والرواتب كانت هي الاخرى في حالة يرثى لها بمعنى اخر كل ما يتعلق بالحياة منعدمة في عدن ، كل يوم كنّا نفقد عزيزا في وضح النهار وكل يوم كنّا نصرخ الما وخوفا قائلين بصوت عالي نريد الامن والامان والاستقرار فهذه ليست عدن التي نعرفها ، هذه غابة يأكل فيها القوي الضعيف وكانت حالة الشعب الجنوبي في الداخل والخارج يرثى لها ووصل البعض الى قناعة تامة وبعضهم اعلنها ( سلام الله على عفاش ) هكذا أوصلونا تخيلوا !!

 

كل القيادات كانت تعلم بمصيرها ان هي تقدمت لإدارة المحافظة بل أكثرهم اغلق هاتفه لعلمه انه ميت مقتولا لا محالة حتى المقاومة بدأت تنشق وبدأت تفقد صوابها وتلطم يدا بيد لا تعلم ما الذي يجري في المدينة التي قدمت الشهداء والجرحى !!

 

ما الذي جرى من الذي سيواجه القاعدة والدواعش والفساد وخلايا عفاش والبلاطجة في عدنجراد الباسلة ، كلهم اختفوا إلا شخصين فقط حملوا أكفانهم وجراحهم وجاءو وكلنا وهم ايضا يعلمون أنه عامل وقت فقط وتنتهي حياتهم بانفجار او اغتيال ، هكذا كنّا نرى الصورة ومع هذا لم يتزعزعوا او يتراجعوا او يبقوا في قراهم محصنين بين رجالهم ، قبلوا التحدي واستبشر الشعب بهم وعادت معنوياتهم عالية وبدأو يقولون هؤلاء ما كنّا نريدهم وبدأو يكيلون المديح للرئيس هادي ..

إنهم الزبيدي وشلال الشهداء الأحياء في عدن ، قدموا والموت ينتظرهم والخونة حولهم والارض ملغمة تحتهم لكنهم كانوا رجالا شرفاء كرماء ، أعادوا لعدن الامن والامان بوقت قياسي وعملوا باخلاص وتفان وشرف باقل القليل ، لم نسمع انهم سرقوا او باعوا واشتروا في دماء الشهداء ، لم يتغير حالهم ، هم هم الذين نعرفهم مازال الفقر بعيونهم  بل زاد عليهم الحمل والقلق وعلى اسرهم وكلكم تعلمون بعدد محاولات الاغتيال التي راح ضحيتها العشرات من رجالهم وعندما كانوا ينجحون في اعتى ملف وهو الامن جاء الاعداء الذين تضررت مصالحهم ووضعوا أمامهم العراقيل في الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات ، البعض يعتقد أن عصا موسى بيد الزبيدي ولا يعلمون أن دولا عظمى عجزت عن إيجاد حلول جذرية لمشاكل عدن المدنية ، لن أطيل الشرح ولكنني اعلم علم اليقين ان العدو يسعى بكل قوة لإبعادهم من عدن ليخلوا لهم الجو تماما في تعذيب وقتل ابناء عدن ، اقولها اخيرا لا تستمعوا لهم  فهم أنصار عفاش وحزب الاصلاح فلم نرى منهم خيرا قط وكل تاريخهم ملوث بالدم والسواد والنهب والسلب ، حلمنا كان ان نرى اولادنا الابطال وهم يقودون السفينة المتهالكة في هذه الامواج المتلاطمة الرهيبة وهاهم جاءو يقودون محاولين اخراجها الى بر الأمان فلا تكونوا حملا ثقيلا وعقبات في طريقهم فهم يعملون من اجلكم واكفانهم بيدهم وعليكم الصبر ومنهم الوفاء ..

عادل اليافعي