لا تساوموا على مستقبل الوطن وشعبه.

2016-06-13 19:47

 

الوطن عانى من صراع مستمر عبر تاريخه حول الهيمنة على السلطة والثروة وهيمنة عليه ثقافة فيد وإخضاع والغاء الأخر حولت الوطن الى شركة قابضة تجني ريعه وموارده لحسابها وحولت الشعب الى عمال سُخرة يزرعون ويُنتجون ويعملون لصالحها وأسست مؤسسة عسكرية وأمنية لحماية الشركة القابضة ومصالحها. قامت ثورات متعددة تطلب الخلاص تم إجهاضها والإلتفاف عليها حتى أتت الفرصة التاريخية  بثورة الشباب عام ٢٠١١م وحدثت محاولات عدة لإجهاضها والإستيلاء عليها مستغلة أن الشباب يفتقدون للمشروع والقيادة والألية وهي شروط وسنن التمكين والنصر.

وتداعت الأحداث وشاء قدر الله أن يقيض لليمن الوطن والإنسان فرصة تاريخية نادرة تمثلت بقيادة تاريخية ومشروع تاريخي تمثل بدولة اتحادية بأقاليمها الستة عالجت كل مظالم الماضي البعيد والقريب بتبني وطن المستقبل القائم على التقسيم العادل للسلطة والثروة والمواطنة المتساوية من صعدة الى المهرة.

 وتحولت دولة وحدة الفيد والضم الى دولة اتحادية فَكّكت الفيد والضم.

فلم تقبل ثقافة الهيمنة وأدواتها المشروع فقامت بانقلابها المعروف وما تبعه من أحداث عصفت بالوطن شرعية ومشروع وشعب.

فتدخلت عناية الله مرة أخرى وهيأت أسبابها الربانية بقيام تحالف عربي بقيادة المملكة الشقيقة مدعوما بشرعية عربية ودولية لمقاومة الإنقلاب المرتبط بمشروع صهيوني صفوي لتدمير العروبة والإسلام فخاضت الشرعية ومشروعها والجيش الوطني والمقاومة والتحالف معركة شرسة ضد الإنقلاب وحلفائه على المستوى العسكري والدبلوماسي ومازالت المعركة مستمرة.

 ومشاورات الكويت ميدان من ميادين المعركة الدبلوماسية التي هي  بضرواتها وشراستها أشد من المعركة العسكرية فضحاياها مواقف تحددمستقبل شعب ووطن ولا يمكن تعويض خسارة ضياع مستقبل وطن بشعبه.  والعسكرية ضحاياها أفراد يمكن لأمهات الوطن في حالة بقائه بشعبه ومستقبله أن يلدن من جديد ما يعوض ذالك واقتصاد يمكن للتخطيط الإقتصادي الجيد تعويض ذالك وبنى تحتيه ومباني يمكن لإعادة الإعمار تعويض ذالك.

لكن بخسارة الوطن نخسر كل شيئ الإنسان والإقتصاد والعمران فلا تساوموا على مستقبل الوطن وشعبه.