تعز تدفع ثمن الموقف والمشروع وهذا قدر تعز دون غيرها. حملها جنوب الوطن المحرر مأساته قبل الوحدة بثلة من ابنائها عاشوا واستوطنوا عدن فصاروا من اَهلها شأنهم شأن غيرهم وهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة وتم تناسي ميئات القيادات وألاف الكوادر من ابنائه جمعهم جميعا مشروع واحد قد نتفق ونختلف معه. وحملوها وزر تبعات مظلومية نظام صنعاء بعد الوحدة والكثير من ابنائها عانوا نفس المظلومية ووقفوا مع الجنوب وأنا احدهم .
واتخذوا دور المتفرج لمأساتها وخذولوها رغم انها لم تخذلهم طوال تاريخ معاناتهم ووصل الأمر الى طرد ابنائها النازحين.
كما حملتها ثقافة الفيد والإخضاع والهيمنة في الشمال تبعات الثورات المتتابعة عبر التاريخ المعاصر ضد هذه الثقافة منذ ٤٨ حتى ٢٠١١ وظهور مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة كمشروع حرر اليمن من هذه الثقافة فصبت جحيم غضبها ودولتها وسلاحها وحاصرتها بالألوية المتواجدة بها وأضافت اليهم الألوية التي عادت من المحافظات المحررة في جنوب الوطن وأردفتهم بجحافل المليشيات القادمة للفيد والقتل وعززتهم بمليشيا المتحوثيين والمؤتمريين من ابناء تعز الذين هيمنة عليهم ثقافة الإنتهازية والفساد وأصبحوا أدوات لثقافة الفيد والإخضاع والهيمنة وجميعهم تحولوا الى غيلان ووحوش تحركهم ثقافة الإنقلاب المنتقمة يوجهون كل أسلحتهم دكا للمساكن وقتلاً للعُزّل من الشيوخ والرجال والنساء والأطفال إما قصفا بالسلاح الثقيل أو قنصاً أوحصار بالتجويع ومنع العلاج والتطبيب.
خرج الشرفاء من ابنائها حملة المشروع والقلم متمسكين بالمشروع مستبدلين القلم بالبندقية الى حين وصنعو مقاومة صمدت أمام هذه الجحافل والقوة الغاشمة والمهارات القتالية وجحيم القصف والدمار لتصنع أسطورة المقاومة والصمود بإمكانيات ذاتية ودعم من التحالف والشرعية كثر اللغط والجدل عنه وحوله.
وحول الدعم المادي والعسكري لتعز والذي أخر حسم التحرير أبراء للذمة وتسجيل موقف أمام الله والشهداء والجرحى والمحاصرين من الجوعى والمرضى لا اجد هذا الأمر يخرج عن الفرضيات التالية:
١- قُدّم الدعم للمقاومة ولكن المقاومة لم توظفه التوظيف الأمثل بأمانة واقتدار وتعاملت معه أو بعضه كفيد.
٢- قُدّم الدعم عبر وسطاء ولم يصل بشكله المطلوب وتم التعامل مع بعضه كفيد.
٣- وصل الدعم ولكن لضروف المعركة واستمرارها والتواجد الكثيف لقوات الإنقلاب تم استهلاكه.
٤- ما يشاع أن لدولة الإمارات الشقيقة دورا في إيقاف الدعم كون الإصلاح يتصدر المقاومة في تعز ولها تحفظات على الإصلاح بصفته حركة اخوانية لكن الإصلاح يتصدر كل الجبهات وعناصره تُقتل فيها ودعم هذه الجبهات لم يتأثر بأمر مشابه.
٥- ما يشاع أن الإرهاب ممثلا بالقاعدة وداعش متواجد بتعز وقد يصل الدعم أو جزء منه اليها لكن ابناء تعز ليس لهم علاقة بالتطرف والإرهاب اذ لديهم مشروع حضاري لبناء دولة يعملون على إيجاده.
٦- تحويل تعز الى وضع إنساني بتحويلها لمأساة مستمرة يومياً لتوظيفها في عملية التسوية والتفاوض من الجميع شرعية وانقلاب ومكونات وعلى رأسهم الأمم المتحدة وهذه فرضية تؤكدها تصريحات ولد الشيخ حين طالب المتشاوريين بتقديم تنازلات حقنا للدماء ومنعا للمأساة .وهنا مطلوب اتخاذ موقف من ابناء تعز الذين هم في مركز القرار في الشرعية والإنقلاب والمقاومة
لأنهم بحكم مواقعهم سيكونون أول المسألين.
أما تصريحات بحاح حول مبلغ ٣٠٠ مليون ريال سعودي الذي تم تقديمه لفصيل من المقاومة فعليه تقديم اسم الفصيل ليتسنى للجرحى والمقاومين وأسر الشهداء محاسبتهم أو نطلبه للمحاكمة لأنه المسؤول الأول كنائب لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
مأساة تعز ومعاناتها جرائم حرب لا تسقط ولن تسقط وسيتابع المؤمنون بحقوق الإنسان وكرامته تلك الجرائم ومن تسبب بها فهي جرائم حرب من المستحيل السكوت عنها أو إخفائها .
صبراً تعز فإن موعدك النصر والنصر قادم والباطل زاهق إن شاء الله.
حفظ الله تعز واليمن والمنطقة من كيد الكائدين وتأمر المتأمرين.