تزايدت عمليات الاستفزاز والإرهاب لميليشيات حزب الإصلاح بشكل غير مسبوق في أراضي الجنوب من عمليات القتل للأبرياء إلى دفع الآلاف من أبناء المحافظات المجاورة إلى الجنوب لتنظيم مليونية مؤيدة للوحدة لإرسال رسالة خاطئة بان الجنوب مع الوحدة.
هذا العمل الاستفزازي سيولد حتما مصادمات مع أبناء الجنوب قد تكون دموية في حين بإمكانهم لو سلمت نواياهم أن ينظموا في مناطقهم مظاهرات مؤيدة للوحدة إن أرادوا ، لماذا إذن هذه الأعمال الاستفزازية وتصعيد عمليات الإرهاب في الجنوب.
الأسباب واضحة تهدف إلى دفع أبناء الجنوب في التخلي عن النضال السلمي والتحول إلى الكفاح المسلح كما أوضحنا في مقالنا الأخير ، والسبب الآخر إظهار الجنوب كمنطقة مضطربة مقارنة بصنعاء التي تتمتع بهدوء نسبي بسبب وجود توازن القوي بين مجموعة الرئيس السابق صالح ومجموعة علي محسن الأحمر وقوي القبائل اليمنية بحكم الطبيعة القبلية للشمال.
ما مصلحة حزب الإصلاح تحديدا في ممارسة سياسة القتل والتنكيل بأبناء الجنوب ؟ هل مشاعرهم الوحدوية الجياشة هي الدافع من وراء تلك الأعمال أم لمصالح ذاتية ومادية لا علاقة لها بالوحدة ولا بالإسلام ؟ اعتقد الافتراض الأخير هو الصحيح حين يعلم الثروة الضخمة التي كسبتها قيادات الإصلاح وعلي رأسهم حميد الأحمر من ثروة الجنوب وتخوفهم من ضياعها وليس من ضياع الوحدة ، ونفس هذه المصالح وراء اتحادهم مع صالح ضد الجنوب .!
كيف يمكن إذن حماية شعب الجنوب من هذه البلطجة اليمنية أمام غياب الحماية الدولية لشعب الجنوب في الوقت الراهن ؟
الإجابة علي ذلك أراها في تحديد مسؤولية ثلاثة أطراف :
١= مسؤولية الدولة اليمنية
يقع شعب الجنوب تحت مسؤولية الدولة اليمنية إما كمواطن يتبع هذه الدولة في الوقت الحاضر أو كفرد احتلت أراضيه من فرد أو جماعة أو تنظيم أو حزب سياسي أنشأ قوات أو تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية لأي غرض كان وتحت أي مسمى.
- المادة ٣٩ من الدستور الشرطة …تؤدي واجبها..وتكفل للمواطنين الطمأنينة والأمن وتعمل علي حفظ النظام والأمن العام.
- المادة٤٠ من الدستور يحظر تسخير القوات المسلحة والأمن والشرطة وأية قوات أخرى لصالح حزب أو فرد أو جماعة.
- المادة١١١ من الدستور رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
بالإشارة إلى تلك المواد الدستورية يتضح مسؤولية الدولة اليمنية بفرض قواعد الدستور علي حزب الإصلاح وأي قوي أخرى تمتلك مجموعات مسلحة تمارس العنف والإرهاب ضد أبناء الجنوب تقع عليها مسؤولية حمايتهم ويتوجب هنا على رئيس الجمهورية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة تحمل مسؤوليته بفرض النظام والقانون.
٢= مسؤولية العنا صر الجنوبية في الشمال
- ممثلي الجنوب في مجلسي النواب والشورى.
- قيادات الحزب الاشتراكي والأعضاء الجنوبيين في أحزاب اللقاء المشترك.
- رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي للجنة التنسيق والتواصل لأبناء المحافظات الجنوبية.
علي جميع هذه الأطراف مسؤولية التنديد بهجمة الإصلاح علي الجنوب وعدم الاكتفاء باللامبالاة بما يحدث هناك والبحث فقط حول مواضيع المشاركة في الحوار أم لا وعليهم تعبئة القوى الخيرة وخاصة علي مستوي بعض النخب في الشمال ، وانتهز هنا هذه الفرصة لأحي الصديق العزيز المناضل عبد الكريم الخيواني الذي أدان استفزازات الإصلاح في الجنوب وأتمنى من الجنوبيين في صنعاء أن يحذو حذوه ويمتلكوا الشجاعة الأدبية في مواجهة ميليشيات الإصلاح.
3- القوي الإقليمية الخليجية
هناك دولتان تساعد ماديا بسخاء حزب الإصلاح عليهم الاشتراط في مساعداتهم المالية لحزب الإصلاح عدم استخدامها في عمليات الإرهاب البلطجة ضد الجنوب فمثلما يقومون بتجفيف منابع الإرهاب بمراقبة التحويلات المالية من بلادهم فمن الأجدر لهم مراقبة ما يحدث في الجنوب من عمليات إرهاب بامتياز يقوم بها حزب الإصلاح.
في الخلاصة
برغم جميع الاستفزازات التي تهدف إلى نقلنا إلى مربع العنف حذاري حذاري الوقوع في الفخ والاستسلام لدعوات ممارسة الكفاح المسلح وبتأكيدنا ذلك نؤكد أيضا على مشروعية الدفاع عن النفس التي لن تسمح أن يكون ارض الجنوب ساحة القتال والعنف حصرا دون نقل الصراع إلى صنعاء نفسها.