أعز الله العرب بالإسلام من خلال الرسالة السماوية التي أرسلها الله سبحانه وتعالى على يد الرسول العربي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية أجمع،ومن الله على العرب بنور الإسلام والإيمان ،وتغير حالهم من امة جاهلة مشتتة إلى أمة نشرت الإسلام في أصقاع الأرض وتمكنوا من قهر القياصرة والأكاسرة (فارس والروم ) أقوى قوتين في العالم آنذاك وتمكنوا من هزيمة جيوشهم في اليرموك والقادسية وجلولاء ونهاوند وحرروا بلاد الشام بالكامل والعراق ومصر والمغرب العربي واليمن وبلاد فارس من طغيانهم .
ونقم الفرس على الفاروق ودبروا قتله وهو يصلي في المحراب ثم دبروا مع اليهود حادثة مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قمع بغاتهم ووسع نطاق الفتوحات الإسلامية ولذلك دخل أكثر أهل فارس في الشيعية لما يجدون فيها التسلية بالسباب على الصحابة وعمر وعثمان الذين أطفأوا نار المجوسية ، والى زماننا هذا والشيعة يحتفلون بمقتل سيدنا عمر بن الخطاب ولهم أكثر من ستين اسماً لعيد مقتل عمر على يد أبو لؤلؤة المجوسي الذي له مزار في شيراز بل في كثير من مدن إيران له مزار ضخم ويقيمون له احتفالاً سنوياً وقد ورد في كتاب (صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث ) وقد الفته باحثة أجنبية اسمها "جويا بلندل " ويرصد بدقة وجهة نظر الفرس القدامى والمحدثين في جيرانهم العرب ، ولا يستغرب العربي اليوم ما يقوله الغربيون واليهود من تشنيعات على العرب ولكن الأغرب ما يقوله الفرس وهم شعب اعتنق الإسلام وامتزج تاريخهم وحضارتهم بتاريخ العرب قرونا طويلة !
وعند قيام الدولة الأموية كان الخلفاء يعتمدون على العناصر العربية فقط ومع بداية العصر العباسي تنامت الحركة الشعوبية التي اعتمدت على العناصر الفارسية والتركية وإقصاء العنصر العربي تماماً ولولا تنبه أبي جعفر المنصور لمخططات أبي مسلم الخراساني الذي أراد الاستيلاء على الدولة الوليدة والقضاء عليها .
إذن لا غرابة أن يتباكى المجوس اليوم على إمبراطوريتهم التي محاها العرب عندما حرروا إيران من نير الذل والعبودية الكسروية وأخمدوا نارها إلى الأبد .
والفرس رغم أنهم يدعون أن حضارتهم عريقة إلا أنهم أخذوها من العراق موطن الحضارة الإنسانية وهم نقلوا إنتاج حضارة الرافدين إلى فارس وكانوا يكتبون بالمسمارية العراقية والآرامية العربية وهم يحاولون اليوم أعادة أمجاد ساسان ولا زالت عقدة كراهية العرب محفورة في ذاكرتهم ويعملون على توريثها للأجيال الجديدة ومن ذلك ما كتبه فردوسي الأديب والشاعر والمؤرخ الفارسي الأشهر وصاحب مجلد ( الشاهنامه) المنبع والمؤصل للقومية الفارسية بكل عقد الاستعلاء والاستكبار على القوميات البشرية وفي مقدمتها العرب حيث يقول في قصيدة تنضح كراهية للعرب :
" كيف نسمح لهذا العربي آكل الجراد الذي يشرب ويستحم بأبوال الإبل أن يأتي إلى هنا وباسم الفتح يقضي على عرش كسرى "
ثم يقول : ( تف عليك أيها الزمن ) فكسرى بالنسبة للإيرانيين والفرس عموماً ليس مجرد "إمبراطور" ولكنه رمز تاريخي ونتيجة لهذا كله إنه لفرط كراهية الفرس للعرب جرى تأسيس الوعي الإيراني على اللغة الفارسية وعلى تاريخ إيران قبل الإسلام وهذا في نظرهم هو التاريخ القومي النقي الخالي من أي تلوث عربي أو إسلامي وصدق الشاعر العربي القائل :
قد ينبت المرعى من دمن الثرى وتبقى حزازات الصدور كما هيا
ومن أسباب حقد الفرس على العرب :
تقول الباحثة "جويا بلندل " في دراستها الأكاديمية : إن العربي في الأدب الفارسي هو الآخر أو الجار فالمفكرون الإيرانيون يلقون جانباً من تخلف بلدهم على الإسلام وإيران في نظرهم ساسانية واخمينية دمر حضارتها بدو متوحشون !!!
ويقول ( كرماني ) أحد هؤلاء المفكرين : إن الإسلام دين غريب فرضته على الأمة الآرية النبيلة أمة سامية هي حفنة من آكلي السحالي الحفاة العراة البدو الذين يقطنون الصحراء إنهم العرب المتوحشون الذين جلبوا الدمار للحضارة الإيرانية .
وقد صدرت سلسلة طويلة من الكتب المؤدلجة في المدارس الإيرانية التي تسخر من العقلية العربية وتتهكم على القومية العربية وتغذي هذه المناهج وتنمي الكراهية والحقد للعرب التي أصبحت إرثاً تاريخياً يتوارثه الفرس ويستمر في اللاوعي التاريخي والجمعي عبر الأجيال .
لقد أكد الإيراني الصفوي الحاقد (صادق زيبا ) حقيقة الحقد الأسود للعرب بقوله : (نحن لم ننس بعد هزيمتنا أمام العرب في القادسية ففي أعماقنا حقد تجاه العرب وكأنه نار تحت الرماد تتحول إلى لهيب كلما سنحت الفرصة)؟
ومن سخرية الكتاب الإيرانيين من العرب كقول :محمد علي جمال زاده وهو كاتب معاصر : "في الصحراء يأكل العربي الجراد بينما يشرب كلب أصفهان المياه المثلجة " !!!
وفي صفحات كثيرة من الأدب الفارسي الحديث يقولون عن العرب ( موبؤون ،قذرون ،بشعون وأغبياء، جلودهم سوداء )
هذا غيض من فيض من الحقد والكراهية التي يكنها المجوس للعرب ولازالوا يستجرون أحقادهم التاريخية عبر الأجيال وبل ويطبقون هذا الحقد اليوم ناراً وحمماً وبراكين لقتل أهلنا في سوريا والعراق واليمن ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم : هل يستفيق إخوتنا العرب الشيعة ويتفهمون ما يراد لنا من دمار وخراب في بلاد العرب من قبل هؤلاء المجوس ؟؟ أما آن لهم أن يعودوا إلى رشدهم والى أمتهم العربية التي أعزها الله بدين الإسلام الحق وأخرجها من دياجير الظلام إلى نور الإسلام.