سؤال دفعتني اليه مواقف سفيرة الإتحاد الأوربي لليمن من الحركة الحوثية والإنقلابيين في اليمن.
فالإتحاد الأوربي يُمثل اليوم قمة التطور الإنساني في القيم الإنسانية وحقوق الإنسان بعد صراع دامٍ ومرير مع الحركات العنصرية وخاصة الحركة النازية وكذالك مع الأفكار الثيوقراطية التي أعاقت العلوم والإنسانية من التطور والتي دفعت أوربا والعالم عامة وألمانيا خاصة ثمناً باهضاً من الدم والدموع والألم والدمار نتيجة هذه الصراعات.
ومهمة سفراء الدول الأوربية والإتحاد الأوربي تقديم هذه الصورة المشرقة التي وصلوا اليها من الحضارة وحقوق الإنسان للعالم بدلا عن صورة القتل وأفكاره العنصرية المدمرة لنستفيد من تجاربهم كونها نتاج تجربة إنسانية يستفيد منها الإنسان أينما كان غير أن سفيرة الإتحاد الأوربي باليمن تقوم بمهمة أخرى فبمتابعة مواقفها حول الأوضاع اليمنية وموقفها من الحركة الحوثية والإنقلاب نجد أنها تعمل على دعم حركة عنصرية مثيلة للحركة النازية في عنصريتها وللحركات الثيوقراطية في معتقدها.
فالحركة النازية قامت على العنصرية الأرية والدم الأزرق والتي ترى في نفسها أحقية بالسيادة على الناس وحكمهم وهي نفس الأفكار التي تحملها الحركة الحوثية فهي ترى نفسها انها تنتمي الى سلالة متميزة هاشمية قرشية هذا الإنتماء يخولها حكم الناس واستعبادهم.
والحركات الثيوقراطية إدعت حكم الناس واستعبادهم عن طريق إرتباطها بالسماء والتفويض الإلاهي الممنوح لها من الله لاستراقاق الناس والتحكم في مصائرهم وهذا هو جوهر الحركة الحوثية التي تدعي أن لها تفويضاً من الله أنزله لسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ومنه لأمير المؤمنين الإمام علي رضوان الله عنه ومنه لبنيه من البطنين باسم الوصية والتي تم حصرها في ابناء الحسين هذا التخويل عن طريق الوصية والحصر يميزهم عن بقية خلق الله ويجعل منهم سادة الناس وكأنهم شعب الله وأبنائه وتسمى زعيمهم بأنه قائد المسيرة القرآنية والقرآن الناطق وتقبل اتباعه هذه التسمية والتميز بالطاعة والتنفيذ ومعلوم أن القرآن هو كلام الله وكتاب المسلمين المقدس ومعجزة رسالة ونبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو كلام الله لا كلام السيد عبد الملك الحوثي ولا قائد ومُسَيّر له غير الله وليس الحوثي كونه إنباء بغيب الماضي والحاضر والمستقبل المنطلق من مطلق المعرفة الإلاهية المطلقة فالله ليس كمثله شيئ.
والحوثي بهذا الإدعاء يمثل أبشع أنواع الحكم الثيوقراطي فهو ليس فقط يدعي أن له أفضلية عند الله بل يضع نفسه بديلاً عن الله في قيادة المسيرة القرآنية والعياذ بالله.
ومن جانب أخر نجد أن هناك مخطط تدمير ممنهج للمنطقة غير خاف اليوم يعمل على تمزيق المنطقة عن طريق تفجير العصبيات المذهبية والمناطقية والقبلية والعنصرية تقوم به ايران الفارسية والصهيونية العالمية حفاضاً على دولة الإغتصاب في فلسطين وحمايتها ومعروف دور الحوثيين وارتباطهم بإيران ومشروع التفتيت.
وعندما نبحث في دور سفيرة الإتحاد الأوربي نجد أنها تعمل بجهد وهمة على تشجيع عنصرية ونازية الإنقلابيين وتمكينهم من استكمال دورهم في الإنقلاب ، وعندما تحدثت عن تعز لم تتحدث عن إلزام الإنقلابيين على إيقاف قصفهم البربري وحصارهم اللا إنساني لأبناء تعز وتنفيذ قرارات مجلس الأمن التي صوتت الدول التي تمثلها عليها وإنما تحدثت عن كيفية إنقاذ حيوانات تعز نحن ابناء اليمن في نظرها أدنى مرتبة من الحيوانات فإن تعرضنا للموت قصفاً أو حصاراً لا يهم وهذه ليست قيم الإتحاد الأوربي وحضارته وانما هي قيم عنصرية لا تضع لجنسنا البشري أي قيمة فالحيوان في هذه القيم التي تمثلها موشايت له قيمة وأهمية أفضل من نوعنا الإنساني وهي قيم لا أظن أن الإتحاد الأوربي يسعى لتقديمها للعالم .
هل لي بتذكير السيدة بوشايت بدور الإتحاد الأوربي بتعزيز السلام في العالم وهذا التعزيز لا يأتي بدعم حركات عنصرية شبيهة بالحركة النازية هل لي بتذكيرها باليوم الأوربي ٩ مايو ١٩٥٠م الذي مثل الخطوة الأولى لبناء الإتحاد الأوربي وقام على جعل الحرب في أوربا أمراً مستحيلاً هل جعل الحرب أمراً مستحيلاً يتم من خلال دعم انقلاب قادته حركة تشبه الحركة النازية في عنصريتها وافعالها
لقد وضعتم كاتحاد أوربي خلافاتكم ومضالمكم التاريخية جانباً فكيف تدعمين حركة عنصرية تنطلق وتعيش على مضلومية تاريخية عمرها ١٣٠٠ عام وتفرضها علينا وتقتلنا وتستبيحنا باسمها.
إن تجربتكم التي تودون مشاركتنا بها لا تستقيم مع الدعم والتأييد التي تلقاه هذه الحركة العنصرية من قبلكم نحن لسنا ضد الحوثيين كمواطنين فهم كمواطنين اخوة وشركاء لنا في الوطن نحن ضد الفكر العنصري الشبيه بالفكر النازي والذي اكتوينا بناره منذ قيامهم بانقلابهم حتى اللحظة وانت كمواطنة ألمانية تدركين ماذا فعلت العنصرية النازية بالمانيا ومواطنيها وبأوروبا وشعوبها.
لن نتغلب على الصعاب التي تغلبتم عليها ونتجه لبناء الديمقراطية كما بنيتموها إلا بالتغلب على العنصرية الحوثية كما تغلبتم على العنصرية النازية حينها فقط نستطيع أن نستفيد من تجربتكم الإنسانية التي تريدون مساعدة اليمن من خلالها.
فالعنصرية متشابهة في المنطلقات والأهداف مهما تسمت من مسميات نازية أو حوثية أو غيرها فهي تهدف الى تسيّد عنصر من الناس على بقية الناس واستعبادهم وتعمل على إيقاف التطور الإنساني بإلغاء الأخوة الإنسانية.
لقد كنت كمواطن من اليمن ومن تعز تحديدا أمل من مواطنة ألمانية عانت اسرتها ومواطنيها ودفعوا ثمناً من الموت والدم والدموع والتشريد والتنكيل بسسب العنصرية النازية وهي نفس المعانات والموت والدم والدموع والتشريد التي تدفعها تعز واليمن اليوم بسبب العنصرية الحوثية كنت أمل منها أن تقف مع مواطني تعز لا حيواناتها مع الإنسان في اليمن لا مع العنصرية الحوثية في اليمن .