من الواضح جداً ان وفدي الحوثيين وصالح في جميع المشاورات التي عقدت منذ مؤتمري جنيف واحد واثنين والان في الكويت متفوقين بشكل صريح في اللعبة السياسية وفي التوظيف الأعلامي عن وفد الشرعية الذي يفترض انه يمتلك ادوات الدولة والدعم الخليجي السخي نحوهم وقرارات الشرعية الدولية المعترفة بهم من قرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة القرار الاخير برقم ٢٢١٦ ومع كل ذلك هناك تفاوت كبير بين اداء الانقلابيين واداء وفد الشرعية اليمنية و لتوضيح هذه المفارقات سناخذ مثالين من دور المعارضة السورية في مواجهة نظام الرئيس الاسد من جهة لنتناول بعدها الازمة اليمنية في طريقة ادارة الازمة من جانب الانقلابيين ومن جانب وفد الشرعية
١- الازمة السورية بشقيها المعارضة والحكومة الممثلة للنظام السوري
———————————————————————
ساكتفي بنقطتين رئيسيتين الاولي في تشكيل وفد المعارضة السورية
رفضت المعارضة السورية إعتراض الوفد الحكومي السوري علي وجود بعض المكونات السورية ضمن وفد المعارضة المفاوض في مؤتمرات جنيف الاخيرة كجبهة النصرة علي اساس انها تعتبر من وجهة نظر النظام منظمات إرهابية وفرضت عليهم المعارضة في تشكيلتها التفاوضية وجود جبهة النصرة وفرض الامر كذلك علي الطرف الروسي المؤيد للموقف الرسمي السوري
والامر الثاني -ان تكون مرجعية المفاوضات الاساسية قرارات مؤتمر جنيف الاول وقدرة المعارضة علي الحصول علي ضمانات مكتوبة من كيري وزير الخارجية الامريكية التي قدمها للجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية حول تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي متزامنا بين وقف إطلاق النار مع عملية سياسية وكما حدث ايضا مؤخرا في تدخل الرئيس أوباما باتصاله بالرئيس بوتين من أجل ممارسة الضغط علي حليفهم النظام السوري لابداء بعض المرونة في شروط التفاوض مع المعارضة وقيام المعارضة مؤخرا الي تعليق المفاوضات حتي يكف النظام السوري من ضرباته الجوية والسماح
بوصول الاغاثات الانسانية الي المتضررين من الحرب
٢- في الازمة اليمنية
————————
لم تسعي السلطة الشرعية فرض وجود تمثيل للمقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي كطرف اساسي في المشاورات التي جرت في جنيف ولا في مشاورات الكويت الحالية وقد اشرت في السابق ان الدعوات الموجهة من مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة توجه لعقد الاجتماع لاطراف النزاع دون تحديد وتسمية اطراف النزاع
وفي إحاطة السيد جمال بن عمر مبعوث الامين العام السابق لمجلس الأمن في يوم الخميس ٥ ابريل ٢٠١٣ استخدم في إحاطته عبارتي “الشعب في الجنوب “ والقضية الجنوبية “ وفي قراري مجلس الأمن الدولي برقم ٢٠١٤ لعام ٢٠١١ و٢٠٥١ لعام ٢٠١٢ اشار بالاسم الي الحراك الجنوبي والحوثيين( ولمزيد من التفاصيل لمن اراد مراجعة مقالنا بعنوان “ دعوة لإشراك المقاومة الجنوبية في مفاوضات تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي ) بتاريخ ١٠ أكتوبر ٢٠١٥
وفي هذا اليوم السبت ٢٣ ابريل قال الرئيس هادي خلال ترؤسه اجتماع بمستشاريه “ان المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن الدولي ٢٢١٦ هي المرجعيات الكفيلة بتأسيس سلام يؤسس لمستقبل امن لليمن ويضع حل لمشاكله ٠٠٠” مادام الامر كذلك فلماذا المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي ليست طرفا مستقلاً في المشاورات مثلها كمثل حركتي الحوثيين وصالح المتواجدين كوفدين مستقلين وليس شخص اوشخصين ضمن وفد الشرعية بالضبط كوجود شخص اوشخصين من الحراك ( سابقا ) ضمن وفد الحوثيين فهل الشرعية تقلد الحوثيين ام هي كممثلة للدولة والشرعية يفترض ان تفسح المجال للحراك بوجود تمثيل مستقل لهم ؟؟ لماذا ولو لمرة واحدة لم تجرب سلطة الشرعية وجود تمثيل مستقل للحراك الجنوبي والمقاومة أم تخشي غضب جماعة صالح وربما غضب الحوثيين انفسهم من هكذا مبادرة
ان مناورات وفد الحوثيين وجماعة صالح في كل إجتماع مقرر للمشاورات بين الوفدين يظهر بوضوح قدرتهم في تسليط الاضواء الدعائية عليهم إعلاميا وكما تقول احد قواعد الدعاية ان يتم الترويج للسلعة او المكون في جميع وسائل الاعلام ولوكان ذلك يشكل دعاية سيئة المهم ان الاسم يتداول ويتصدر الاخباراليس من المحزن حقاً ان الطرف المنتصر عسكريا والمسيطر علي غالبية مساحة الدولة يملي شرووطه علي الطرف الاخر بما فيها الامم المتحدة حول موعد وصوله الي مقر الاجتماع وفق أجندته هو وليس وفق المواعيد المتفق عليها ؟؟؟
السؤال هو لماذا في اللقاءات التي تمت بين الحوثيين والسلطات السعودية تتم وفق الاتفاقات بين الطرفين وليس العكس كما هو في العلاقة مع السلطة الشرعية
هل لان الحوثيين يحترمون إلتزاماتهم نحو الجانب السعودي ولا يعبرون عن الشىء نفسه إزاءجانب الحكومة الشرعية
في قرائتي هذا اليوم لمقابلة محمد عبد السلام الناطق باسم٬ الحوثيين ورئيس وفد جماعة الحوثي في لقاء الكويت مع صحيفة الوطن السعودية تشعر من حواره انه يتحدث وكأنه وزير خارجية اليمن وليس مجرد الناطق باسم الحركة ليس هذا فقط بل لباقة اجاباته وحسن اختيار الكلمات المناسبة وفي طريقة التهرب في الاجابة عن بعض الاسئلة
ومن الواضح هنا بالمقارنة ان ادارة الرئيس هادي لا تعرف إختيار ممثليها في الداخل والخارج ومدي كفائتهم في حمل ملفات الشرعية سواء علي مستواي الخارجية او في التمثيل في الامم المتحدة بأختيارهاشخصيات ذات ثقافة وخبرة حزبية او ٬ذات مؤهلات صحفيةاوغير ذلك لا علاقة لها بالدبلوماسية رالعلاقات الدولية وبأعمال الامم المتحدة وبعدها يقال ان إدارة الرئيس هادي اختارتهم في ظل ظروف صعبة ذات حسابات معقدة وبمثل هذه التبريرات لم تعد مقبولة او نستطيع هضمها لمدة طويلة
في الخلاصة
————
يبدو ان الحوثيين استطاعوا التفوق علي ممثلي الشرعية ذات القدرات الضعيفة والمتواضعة واصبح المرأ ينظر الي الصراع انه لم يعد بين الانقلابيين والحكومة الشرعية وانما بين الحوثيين والسلطة في المملكة العربية السعودية وبالتفاهم معها قد يتم تدريجيا ومستقبلا ان يتعامل الاقليم والعالم مع الاكثر كفاءة وحنكة في طريقة إدارة ملف الصراع وحله ولايكفي ان تمتلك اوراقا شرعية كثيرة اذا لم تعرف كيفية استخدامها
هناك إنطباع ان جانب الشرعية يتعامل مع ملف الازمة كموظفيين حكوميين همهم بدل السفر والسكن في فنادق خمسة نجوم واخرين معهم قضية وان كانت غير عادلة ولكنهم يدافعوا عنها بحماس وبإيمان بقضيتهم أكثر من موظفي الحكومة
وليس من المستبعد ان الخبرة الإيرانية في إدارة الملف النووي مع القوي العظمي لسنوات طويلة ونجاحهها هو السر في هذا التميز والاختلاف مع هواة كوادر موظفي الشرعية ويجب علي الحكومة الشرعية إعادة النظر في ممثليها في الوفود في الامم المتحدة والوفد المفاوض امام الحوثيين وصالح ولعل نموذج المعارضة السورية اذا امكن وصفه بنموذج استطاع ادارة ملف الازمة امام وفد النظام السوري برغم الدعم الايراني والروسي له