المستفيدون من الحرب في اليمن

 

منذ اغتصاب السلطة واختطاف الدولة في اليمن من قبل قوات صالح وحلفاؤهم الحوثيون واندلاع الحرب بينهم وبين السلطة الشرعية اتضح لنا أن كلا الجانبين استهوتهم الحرب وكل في نيته القضاء على الطرف الآخر وتحولت المدن والقرى اليمنية إلى ساحات حرب مفتوحة وأصبح الجميع يدفع ثمنها ، ونتج عن ذلك أطراف مستفيدة من لعبة الحرب نجملها فيما يلي :

أولاً : على المستوى المحلي :

 

1- في مقدمة المستفيدين من الحرب في اليمن هم:(تحالف الحوثي – صا لح) ويتمثلون في أ صحاب النفوذ القبلي والسياسي والعسكري والديني الذين يتكسبون من التجارة ويستخدمونها في شراء الولاءات الشخصية والجماعية وتمويل العمليات العسكرية وهم يسعون للضغط على المجتمع الدولي من أجل إلغاء العقوبات على كبار قادتهم .

-الضغط لفرض تسوية سياسية للعب أدوار رئيسية في المرحلة القادمة .

- يحتكرون السوق ولديهم 689سوق سوداء في صنعاء وحدها لبيع مشتقات النفط بدخل يومي يقدر بمليون ونصف مليون دولار.

 

2 –المقاومة الشعبية (الموالية للتحالف العربي)

- الاستفادة من صفقات السلاح والأموال التي تأتي عن طريقهم لدعم المقاومة .

- استفادة قادة الأحزاب السياسية وكبار السياسيين المؤيدين للتحالف العربي والمرابطون في فنادق العواصم الخليجية والإقليمية الفخمة .

- أتباع هؤلاء القادة هم من يواجهون حلف صالح – الحوثي وهم وقود الحرب .

 

3 – قادة الحراك الجنوبي :

- هؤلاء يعتقدون أن إطالة أمد الحرب سيساعدهم على تجاوز خلافاتهم .

- فرض الحلول التي  يناد ون بها لحل القضية الجنوبية رغم ما يسود الحراك من التشظي والانقسامات وتوزع الولاءات بين قياداته الهرمة التي تعيش في الخارج والذين تضاءلوا بعد الحرب الأخيرة بسبب خذلانهم لأنصارهم أثناء تصديهم لحلف صالح- الحوثي وخاصة في عدن والضالع ،وبذلك نعتقد أن الحراك الجنوبي لن يكسب الرهان الشعبي في ظل قيادات منقسمة ومتشاحنة يدعي كل فريق منها بأنه زعيم الجنوب .

 

4 – مشايخ القبائل في الشمال (أبو شريحتين )

- هؤلاء يعتبرون الحرب مصدر رزقهم وهم جاهزون للعب على كل الحبال وتبادل الأدوار فيما بينهم ، شيخ مع صالح ، وشقيقه أو ابنه مع التحالف والتحق بهم وبقي في الرياض ، وهذا يرجع إلى أن النظام السياسي في الشمال قد أعطى مكانة كبيرة للقبيلة مما تسبب في إضعاف مؤسسات الدولة الحديثة وغيب منظومتها الثقافية فنتج عن ذلك أهم عيوب وأزمات الدولة في اليمن حيث أنها لا تتعامل مع المواطنين من خلال مؤسسات الدولة المدنية بل من خلال المشايخ مما أدى إلى تغولهم وتقزيم مؤسسات الدولة.

 

5 – تجار الحروب والسوق السوداء:

- من مصلحة هذه الفئة استمرار الحرب حيث أنها تروج لبضاعتها ، والحصول على مكاسب وأرباح خيالية وبالتالي السلام في اليمن عدوهم اللدود.

- تتمثل تجارتهم في شراء وبيع الأسلحة لطرفي النزاع ،بالإضافة إلى سرقة المعونات الغذائية

وبيعها عدة مرات والاستفادة من حصار المدن واحتكار الغذاء والدواء والمياه والكهرباء والمشتقات النفطية وبيعها بأسعار خيالية وهؤلاء هم سماسرة السوق ويعملون كشبكة مافيا لحساب صالح والحوثي.

 

6 – حزب الاصلاح اليمني :

- حصل الحزب وقياداته داخل وخارج اليمن على ملايين الريالات على أن يساهم في تحرير تعز والمحافظات الشمالية ولكنه يتخذ اسلوب الخداع والمراوغة ،وأحجمت بعض أطراف التحالف عن التعامل معه وإمداده مع الجيش والمقاومة في تعز بالسلاح المتطور والمال الكافي لانعدام الثقة بينهما ، إلا أن بعض أطراف التحالف مازالت تراهن على دور الإصلاح القادم وقد تبين ذلك من خلال تعيين اللواء علي محسن الأحمر نائبا للقائد العام للقوات المسلحة !!!

 

7 – تنظيم القاعدة وأخواتها من المنظمات الإرهابية:

استفادت القاعدة وداعش والسلفيون من تردي الأوضاع الأمنية في اليمن وخاصة في المحافظات الجنوبية التي أصبحت الملاذ الآمن لهذه الجماعات التي أرهقتها المطاردات من قبل الطائرات الأمريكية بدون طيار ،واستطاعت اليوم من تمدد نفوذها في حضرموت وشبوة وأبين ، وقد قال وزير النقل بدر باسلمه :((إن تمويل القاعدة يأتي من تلك المحافظات بما تحصل عليه من إيرادات نفطية إضافة إلى تهريب السلاح والمخدرات بما يعادل مليار ريال يمني يومياً)

 

ثانياً :المستفيدون في الإقليم من حرب اليمن :

- لعل إيران في طليعة المستفيدين من استمرار الحرب ، والتي تقوم بتقديم نفسها كقوة إقليمية كبرى ، واستغلال الصراعات المذهبية والخلافات السياسية في المنطقة العربية لفرض هيمنتها

- تحاول إيران استغلال ما يجري في اليمن والحصول على تنازلات من الأطراف الإقليمية والدولية في ملفات ساخنة مثل : سوريا ،لبنان ، العراق ، مقابل ما تبديه وكأنه تنازلات لتلك الأطراف عما يجري في اليمن .

 

ثالثاً: على المستوى الدولي :

1 - الحرب في اليمن ستحقق لإيران هدفها في زيادة مبيعات النفط ، وفي الوقت نفسه مساندة الاقتصاد الروسي حيث انخفض الروبل أمام الدولار بنسبة 40% وهذه فرصة نادرة لبوتين وإيران أن يحققا حلمهما دون إرادة العالم الغربي وخاصة أمريكا .

 

2 – الشركات العالمية لتصنيع السلاح :

- الاستفادة من تصنيع السلاح للشركات الكبرى في : أمريكا ، فرنسا ، بريطانيا، روسيا فالحرب في اليمن فتحت أمامها سوقاً رائجة بمئات المليارات من الدولارات خاصة لجيوش دول الخليج .

- تمثل الحرب فرصة سانحة للدول الكبرى لاقتسام مناطق النفوذ في الشرق الأوسط

وفي هذا الجانب ساعدت القوى الكبرى بإطالة أمد الحرب لتدمير جيش صالح وعدم السماح لمصر وباكستان بالدخول إلى اليمن لحسم المعركة ضد الحوثيين .

 

*وفي الحلقة القادمة (الخاسرون في حرب اليمن)