بسم الله الرحمن الرحيم
ان الرئيس الذي يستطيع الإقدام على الإعتراف بحق الجنوب في الاستفتاء على الوحدة يجب أن تتوافر فيه ثلاث خصال , وعبدربه منصور يفتقر إلى جميعها .
أولها السلطة الكاملة على القوة العسكرية بشقيها القبلي والنظامي , ونخص منها تلك التي تلتحف بسماء الجنوب , و تفترش ارضه , وتقتات من ثرواته.
و الثانية : تمتع الرئيس أو لنقل قراراته بقبول الشعب اليمني. وهاتان صفتان لا يمكن أن يتمتع بهما عبدربه منصور هادي لا لقصور في ذاته , ولكنها صفات سيفتقر إليها أي رئيس جنوبي آخر لليمن , فمجرد قبول هذا الأخير بمناقشة فكرة الإستفتاء ستعني الخيانة العظمى في نظر اليمنيين .
وهذا ما يقودنا إلى الصفة الثالثة الواجب توافرها في الرئيس , وهي أن يكون يمني الجنسية ( شمالي )
وقد كان الرئيس المخلوع يمتلك هذه الصفات إلى حد ما بغض النظر عما سواها من خصال .
فقد ملك القوة والسلطة على العسكر والقبيلة لدرجة يصعب على أي خلف له أن يبلغها .
كما امتلك الكاريزما التي تمكنه من فرض قراراته مهما كانت حتى على معارضيه , ولا أدل على ذلك من عكس نتائج انتخابات 96م أو مثل أرغامه الشيخ المعارض عبدالله بن حسين على التصريح بأن الرئيس صالح هو مرشحه.
أو بأنه الجني الذي يعرفه على حد تعبيره .
كما أن الرصيد التاريخي للمخلوع في الجنوب يعطيه الحصانة من أي تهمة خيانة ويمنحه عناصر التفوق على كل من يحاول المزايدة عليه فيما لو تخلى عن الجنوب .
ولعل الأسرة اليمنية الحاكمة بشقيها الثائر والمخلوع على السواء قد فطنت منذ البدء لعجز الرئيس الجنوبي عن اتخاذ مثل هذا القرار لإفتقاره الأكيد إلى هذه الصفات , فكان أن اتفقت على تنصيبه رئيسا ( صوريا ) لليمن , ما يعني تأجيل حسم القضية الجنوبية إلى حين .
وفي حال امتلك الرئيس شجاعة الحسم وتمرد على اعراف اليمن أو فقدت صنعاء قدرتها على الإمساك بخيوط اللعبة لأي سبب , فثمة القاعدة التي سيسلم إليها الجنوب وديعة لتعيده بدورها إلى اليمن بمجرد تصفية الخلافات هناك .