احد ضحايا القاعدة في حضرموت
قبل اشهر نشرت منشور في استراتيجية قوى الهيمنة العالمية بقيادة الولايات المتحدة الاميركية في التعامل مع الإسلام التي تقوم على فكرة فيزيائية بسيطة هي : الضغط يولد الانفجار ! وكل طاقة مادية او روحية دينامية اذا لم يتم تصريفها بطريقة ما ستنفجر عاجلا ام اجلا ! وفقا لهذه القاعدة التي لدى العالم الغربي تجاه الخطر الإسلام وتصديقا لما قاله الأمريكي صموئل هنيتجتون في كتابه صدام الحضارات الذي حدد مسار الحضارة الإسلامية بما اسماه (حدود الدم ) وفقا لهذه الرؤية للإسلام المدفوعة بفوبيا التطرف والارهاب المصنع والمجرب انتهجت اميركا ودول الغرب استراتيجية تصريف الطاقة اذ طالما وان هناك عشرات الالاف من الشباب المسلم لديه الرغبة والحماسة في الجهاد العنيف ضد من يعتقدونهم اعداء الإسلام حثما وجدوا وفي اي مكان فمن المستحيل السيطرة على هذه القوة المتنامية في التفجير والانتحار وفي سبيل ان لا تنفجر هذه الطاقة العنفية في بلاد الغرب المتفوق كان لابد من البحث عن بدائل اخرى لجذب الشباب الراغب في الجهاد والقتال وتسهيل مهمته وكانت المحطة الاول في افغانستان والشيشان ثم العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر وتحت مسميات مختلفة .
وقد شاهدنا كيف سهلت دول اوروبا وامريكا للشباب والشابات الراغبين في الجهاد السفر الى اي مكان يرغبون فيه اذ ان معظم المقاتلين والمقاتلات في داعش والقاعدة اتوا من هناك من الدول الغربية لتصريف طاقتهم العنفية مع اشباههم من العرب والمسلمون المخالفين لهم في الطائفة والمذهب بدعم ايراني طائفي واسرائيلي سياسي لا يخفى على احد !
غير ان الاحداث الاخيرة ومنها سقوط الطائرة الروسية وتفجيرات باريس ومالي جعلت السحر يرتد على الساحر وهذا ما افزع الغرب الاطلسي وجعله يرضخ للدب الروسي الجريح الذي وجد الفرصة سانحة للثأر والانتقام من الجميع وهم صاغرون وكأنما يقول لهم فشلت استراتيجتكم فدعونا نجرب استراتيجتنا في ضرب راس الافعى في جحرها وليس هناك ابلغ من تبجح النازي الروسي الذي قال قبل ايام امام قيادات جيشه ( الله من ينظر بامر الدواعش لكن انا من سوف ارسلهم اليه )
الان اختلفت الاستراتيجية وفهم الغرب اخيرا ان هذه الاستراتيجية الجهنمية ستكلفه اثمانا باهظة اذ بدأت النار ترتد اليه وبات العالم اليوم يعيش في دوامة الخوف والرعب في كل مكان، وحينما تغلق فرنسا مسارحها ودور السينماء والمتحاحف وتغلق بليجكا محطة القطار بسبب تهديد الارهاب المحتمل فهذا يعني ان الكثير والكثير ويدفع الى اعادة التفكير بالاسباب والدوافع التي افضت الى هذه النتائج المروعة !
*- نشرت هذا المنشور قبل عامين وحينما حاولت البحث عنه في صفحتي وجدته قد اختفي وتسألت هل ادارة التحكم بالفايسبوك توجد في البتاجون ؟!
الان اعيد نشره مع الاضافة الدالة على فشل استراتيجية تصريف الطاقة !
*- بقلم : البروفسور قاسم المحبشي – جامعة عدن