هادي له الله سينصره والتاريخ سينصفه والويل لعبدة العجل من الله والتاريخ.

2015-11-16 06:31

 

اثبت علم الأحياء أن السلوك يورث عن طريق الجينات وهذا القانون يسري على المجتمعات في سلوكها الجمعي وهذا يتفق مع القصص القرآني وعبره عن قوم موسى حيث أنهم عاشوا وشاهدوا تسع أيات بينات أيد بها الله نبيه موسى كمعجزات هائلة من العصى الى انشقاق البحر وغرق الفرعون ثم بعد كل هذا الذي عاشوه وشاهدوه مروا على قوم يعبدون صنماً فتمنوا أن يكون لهم إله مثل هذا الإله.

 نسوا كل تلك المعجزات ، وبمجرد أن تركهم موسى عليه السلام رجع ووجدهم يعبدون العجل.

لم ترتقِ نفوسهم بعد لسمو الحرية  ونعيمها فما زالت العبودية كسلوك مهيمنة عليهم ولا يفرق معهم أن يكونوا عبيداً للفرعون أو العجل.

فحكم الله عليهم بالتيه أربعون سنة حتى يهلكوا لأنهم غير مهيئين لعبادة الله، لأن مرض العبودية أُشرب في قلوبهم (متجذر)  ولا تجتمع عبادة الله مع وثنية عبودية العجل.

 بعضنا اليوم أشبه بقوم موسى فمرض عبودية السلطة مستفحل ومتجذر في قلوبهم حيث لا تجد الحرية لها متسع في قلوب عبيد السلطة وعجولها.

لقد حارب الرئيس هادي من أجل حريتهم من خلال مشروع الدولة الإتحادية وواجه قوى النفوذ والتسلط وفكك ألياتها وخاض معركة الدستور وعرّض حياته للخطر والموت وقُتل من أقاربه وأهله العشرات في سبيل هذا المشروع وخرج جيش الفرعون يطارده من صنعاء الى عدن مستهدفاً حياته طالباً موته، ووقف الإنقلابيون ضده وحاربوه واختطفوا دستور مشروع الدولة الإتحادية، ووقف الحراك ضده لأنه لم يحقق له الإنفصال من وجهة نظره وحاربه الإصلاح خُفيَة لأنه لم يقبل أن يكون أداة بيدهم ومنفذا لأجنداتهم وحاربه الإشتراكي إمتداد لمعارك ٨٦ م وشنت أدوات كل الذين لم يستطيعوا توجيهه وكل الذين حاربوه  وكل الذين لم يستوعبوا مشروعه حرباً ضروساً على الرجل ومشروعه .

لم يستوعب عبدة العجل رسالة المشروع التي أتت لتُخرجهم من رق العبودية الى سماحة الحرية ولم يستوعب مشروعة سوى التواقون للحرية الذين تخلصوا من عبودية العجل وهم قلة ، وهذا قدر الأنبياء والمصلحون عبر التاريخ فلك الله ياهادي وثق أنه سينصرك وأن التاريخ سينصفك أما عبدة العجل فالويل لهم من الله والتاريخ.

 

*- الدكتور عبده سعيد المغلس – مفكر وسياسي يمني