من خلال متابعتي لبعض الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مثل: تويتر, الفيس بوك, والواتس آب.. لاحظت أن البعض من رواد تلك المواقع يمارسون ثقافة الإقصاء والقمع الفكري لكل رأي مخالف لهم ..
ولكن الأكثر غرابة أن البعض من هؤلاء هم من طبقة المثقفين أو من يحملون مؤهلات أكاديمية..!!
ويطلقون على معارضيهم ألقاباً وصفات ما أنزل الله بها من سلطان ويتراشقون بالكلمات الجارحة كالسهام ضد بعضهم البعض.. ويتبادلون التجريم والتخوين لكل من يخالفهم الرأي!!
ولا شك أن تلك التراكمات الفكرية القمعية هي من مخلفات النظام الشمولي السابق في الجنوب.. مضافاً إليها سياسة الهيمنة و الفيد والبلطجة التي رضعوها من أدبيات حزب المخلوع صالح إضافة إلى ذلك كله الترسبات المناطقية والقبلية التي يستجرونها من زوايا التاريخ في الزمن القديم بأنهم الأكثر والأكبر والأشهر نفوذاً وقوة ومنعاً !!
وهكذا كل من ينتمي إلى قبيلة يمجدها وكأنهم سادة الكون شجاعة ومهابة وسطوة .. مع تجاهل تام لكافة المكونات الأخرى في المجتمع!!
ولا شك أن هذه الحرب الإلكترونية المشتعلة التي أشرنا إليها جاءت متماهيه مع الحرب القذرة التي يشنها الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح على الشعب اليمني. وأخص بالذكر "الجنوب" تحديداً حيث سخر الانقلابيون أقلام زبانيتهم لشن هذه الدعايات السوداء المغرضة بين محافظات الجنوب وخاصة بين القبائل الجنوبية لأحداث التشقق والتصدع في اللحمة الجنوبية والعمل على توسيع الثلمة بينهم والعمل على إحياء النعرات القبلية والمناطقية بين أبناء الجنوب, ونبش التراكمات للأحداث التاريخية المأساوية التي شهدتها المناطق الجنوبية في العهد الاشتراكي البغيض منذ عام 1967 م حتى سقوطه عام 1994 م !!
ويعمل المخلوع وأعوانه و أدواته وهم مع الأسف من أبناء الجنوب على أذكاء تلك الصراعات من خلال استجرار المآسي التاريخية في أحداث 13 يناير 1986 م ..!
وهي محاولات رخيصة لنكأ جراحات أبناء الجنوب لدفعهم للصراع فيما بينهم من جديد!!
ومن خلال ما مر بالجنوب وأهله من تسلط وهيمنه وابتزاز وقمع من قوى المتنفذين في صنعاء ومنظومة صالح العسكرية والقبلية, كان لا بد من توجيه هذا النداء لدفن الماضي البغيض الذي هيمن على بلادنا سواء في العهد الاشتراكي أو عهد الوحدة المزعومة التي قمعنا بها صالح وهيمن على الجنوب وخيراته. علينا الترفع عن سياسة التجريم والتخوين والتشكيك في النوايا ضد بعضنا البعض والعمل معاً بروح وطنية خالصة لإنقاذ الجنوب وأهله من حكم صالح و تبعاته ..!!
أنني لازلت على ثقة وأمل كبيرين في استجابة أبناء الجنوب لهذا النداء وهم أقدر وأجدر على اجتياز هذه المرحلة الصعبة بما يملكون من شجاعة وحكمة برزت وتجلت أثناء مقاومة الغزو الحوثي/العفاشي للجنوب حيث قاتلوا بشجاعة واقتدار وتمكنوا بعزيمتهم الفولاذية وإرادتهم الحديدية من دحر الغزو والعدوان بمساعدة قوات التحالف العربي.
نجحوا لأنهم تناسوا كل الخلافات التي حاول العدوان أن يفرقهم بها.. وتلاحموا وتضامنوا لتحرير الجنوب من هيمنة الطغاة والمفسدين .. ونجحوا في ذلك.
واليوم بعد أن تحقق لهم النصر أُناشدهم بالاستمرار في ترسيخ هذا الوعي الوطني المرتكز على روح الجماعة, إنكار الذات , والعمل بروح وثابة مخلصة كفريق واحد من أجل الوطن وحريته واستقلاله!!
أُناشدهم أن لا يفرقوا بين أبناء الضالع وشبوة ويافع وأبين وحضرموت وأن لا ينتقصوا من قيمة بعضهم البعض.. ويفسحون المجال لكل أبناء الجنوب من خلال الكفاءة والجدارة لشغل أي عمل .. دون النظر إلى منطقته أو قبيلته.