جمعني لقاء عصر اليوم بالعميد ناصر النوبه مؤسس الحراك الجنوبي وقائد محور عتق , وما شد انتباهي هو أنه يصغي لكل ما تقوله اليه ويعطيك وقت كافي في الحديث على عكس غيره من المسئولين الذين لا تتسع صدورهم الى سماع من يشتكي اليهم , رأيت فيه صورة الرجل المسئول المتواضع مع من يتحدث اليه وشعرت بانه يحمل هم كل جنوبي وعنده الاستعداد التام لمساعدة أي شخص يشعر بالظلم والتهميش , أكد لي العميد أنه سيقف بكل ما أوتي من قوة مع نصرة الحق ورفع الظلم عن أبناء المحافظة خاصة والجنوب عامة وانه لن يتراجع قيد انمله عن خدمة ابناء الجنوب , كان يتكلم بكل مصداقية وقوة وبصدر رحب وللأمانة فقد شعرت من خلال اللقاء الذي جمع بيننا أن الرجل لم يأتي لهذا المنصب حب في السلطة او المسئولية وإنما غرضه الاول والأخير هو خدمة ابناء شعبه ورفع الظلم عنهم , كيف لا يكون كذلك وهو أول من عانى من التهميش والظلم مع زملائه العسكريين المتقاعدين الذي حاول نظام المخلوع صالح تهميشهم وعمل على تطبيق معهم سياسية( خليك بالبيت) وسارع إي نظام (صالح) الى العمل على ابعادهم عن طريق التقاعد الجماعي للجنوبيين فقط , لكن هؤلاء الرجال لم يسكتوا أمام تلك السياسة الخبيثة للمخلوع وإتباعه وفجروا ثورة الغضب السلمية في بداية 2007 وكانت هي نواة تشكيل الحراك السلمي الجنوبي الذي نقطف اليوم أولى ثمراته المباركة .
واليوم وبعد الحرب الاخيره ومع المتغيرات الاقليمية ودعم دول الجوار لقضيتنا العادلة كان على مثل هؤلاء الرجال من قيادات الحراك الاوائل أن ينخرطوا في العملية السياسية وأن يشاركوا في السلطة لخدمة الجنوب اولا وأخيرا حتى لا يصل الى السلطة من لا يستحقها فلأجدر بها أولئك الذين سوف يخلصون ويعملون لمصلحة الجنوب ويكونوا عند حسن ظن شعبهم بهم في كل المراحل سواء كانوا في السلطة او خارجها.
شعرت بالارتياح التام وأنا ادخل بسيارتي الشخصية الى داخل سور محور عتق الذي لم أدخله منذ زمن طويل وإذ بي أرى جموع من الشباب يؤدون التمارين العسكرية بكل تفانى وإخلاص رغم قلة الامكانيات والدعم فشعرت بكل فخر واعتزاز بهم وبقيادتهم الحكيمة التي لديها من الخبرة والحنكة والقوة ما يكفي أن تخلق منهم رجال أقوياء مخلصين ومؤمنين لقضيتهم الوطنية العادلة