الجحملية وطن في مدينة.

2015-08-04 09:07

 

قرأت مقالاً للأستاذ سامي غالب أن هناك البعض من رجال المقاومة في مدينة تعز ينظرون الى الجحملية نظرة فيها عصبية الجاهلية ويعتبرونها بؤرة للحوثيين، وهذا منطق مغلوط فالحوثيين سوقوا لأنفسهم مُستفيدين من جهل الناس عن طريق استغلالهم لألام الناس ومعاناتهم وأمالهم على مستوى القضايا الوطنية وقضية فلسطين، وهناك من استجاب لهم في كل مناطق اليمن.

 

ويجب مواجهة ثقافة الحوثيين وتفنيدها وتصحيح فقهها المغلوط الذي استندت عليه ودعاويهم الباطلة حول قضايا الناس والوطن والأمة، دون أن نمارس ثقافتهم كالعنصرية والعصبية المذهبية والمناطقية والحزبية، فلا يجب أن نُمارس سوط الجلاد وسيفه، يجب أن نُمثَل تعاليم الإسلام وحضارته في مواجهة الخصم، فالعصبية بكل أنواعها هي المسؤولة عن دورات الصراع الدموي التي اجتاحت الوطن شماله وجنوبه شرقه وغربه، وآن الأوان لمواجهة هذا السرطان الخبيث المدمر للوطن ونسيج المواطنة.

 

وهذا ما أقوم به فأنا ضد العنصرية بكل مكوناتها سواء أتتنا من الشمال أو الجنوب أو الوسط أو التهايم.

 

فالجحملية تُمثل نسيج جامع لكل الوطن وعرفتها في أوائل الستينات أيام الإمام احمد يحيى حميد الدين  حين تزوج جدي الشيخ حميد ثابت المغلس بمواطنة يمنية من كوكبان تعيش في الجحملية وأنجبت له المحامي احمد حميد ثابت المغلس رحمة الله عليه، وعرفتها في بداية السبعينات حين استقبلت ابن قريتي وأمه بنت عدن حميد عبده قاسم بعد هروبهم من عدن وهو ضابط المرور الأن، وكذالك باستقبالها ابن قريتي عبدالله احمد حسن وأسرته،وآخرين والذين لا زالوا يعيشون بها الى الأن وغيرهم كثير من مختلف مناطق اليمن.

 

كما ربطتني بها علاقة أخوة وصداقة بأنبل وأكرم بيت فيها وفي تعز بيت العم احمد شرف الدين رحمة الله عليه، فهذا البيت كان وما يزال مفتوحاً لكل عارج وعابر فمائدته مفتوحة لهم ولغيرهم، ومجلسه رحمه الله مفتوح لكل أطياف تعز ومثقفيها وأُدبائها ففيه يلتقي الأدب والشعر والنكتة والسياسة، وكان ومازال ملتقى التجانس الوطني وكم كنت أشعر بغبطة وسعادة بالغة عندما أرى فيه وجوهاً من كل مناطق الوطن جمعتهم لقمة العيش والملح في مائدته والبسمة ونهل المعرفة والأخوة في مجلسه.

 

تحية إليك أيها الراحل العظيم في جنتك إنشاء الله وتحية الى الإخوة الأحباء أبنائك الذين ساروا على دربك الدكتور محمد رفيق العمر وزميل الدراسه وإلى أخيه عبدالرحمن الذي في معظم إجازتي في تعز لا أفارقه ولا يفارقني والى إخوتهم جميعاً ولكل من عرفت في مجلسه.

 

وتحية الى تعز التي حملت مشعل التغيير ورايته دون عصبية أو مناطقية وهذه تعز التي عرفت.

 

وتحية الى الجحملية التي مثلت وطن في مدينة.

وختاماً «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» وصدق عليه الصلاة والسلام  .