أتقوا الله فينا .. ولا تقتلونا تحت شعار الحفاظ على الوحدة اليمنية !ّ!
كثرت هذه الأيام الفتاوى لبعض العلماء هداهم الله حول الأحداث الجارية في اليمن وكثر الجدل حول الوحدة !!!
ولا أريد ان أذكر اسماء محددة بل قرأت واحدة من تلك الفتاوى في مأرب برس وهي صحيفة إلكترونية يمنية جاء فيها :
نص الفتوى التي لقيت مؤخرا إدانة واستنكارا واسعا بين علماء اليمن- سيما المنتمين جغرافيا إلى المحافظات الجنوبية, وغيرهم ممن وجدوا أسمائهم ضمن الموقعين عليها:
و التي تقول:
" إن التآمر في الجنوب أو في الوسط أو في شمال الشمال على الوحدة هو من أعظم الفساد, لان إزالة الفساد لا يأتي -حسب الفتوى- إلا بتوحد الجهود لا بالتعدد قال تعالى:" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم, واصبروا إن الله مع الصابرين".
واختتمت بأسماء وتوقيعات 82 اسماً من العلماء و المشايخ اليمنيين والعرب المقيمين في اليمن.
ومثل هذا الكلام يذكرني بفتوى الشيخ عبد الوهاب الديلمي بالحرب على الجنوب عام 1994م، عندما أعلن علي سالم البيض انفصال الجنوب عن اليمن ونص الفتوى:
" أجمع العلماء انه عند القتال بل اذا تقاتل المسلمين وغير المسلمين فإنه اذا تترس اعداء الاسلام وطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المتترس بهم مع انهم مغلوب على امرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال!!!
ولكن اذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل اكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الاسلام وينتهك الاعراض!!!
اذاً ففي قتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا فيما اذا كان اجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا اولاً!!!.
والأمر الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون ان تعلو شوكة الكفر وان تنخفض شوكة الإسلام وعلى هذا فانه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه بعلو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الاسلام فهو منافق، اما اذا اعلن ذلك وأظهره فهو مرتد ايضا" أنتهى.
وقد كثرت التغريدات المبطنة بالفتاوى هذه الايام لبعض المشايخ هداهم الله والتي تدعو الى الوحدة اليمنية وكأنها فرض عين علينا نحن أبناء الجنوب!!!
وهؤلاء يفتون بما ليس لهم باع او ذراع من الأمور السياسية المختلف عليها في اليمن لأنها قضايا سياسية وتاريخية ويتبعها سلسلة من الخلافات الدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية!!
ومخطئ من أختزل الجنوب العربي بالحزب الاشتراكي الذي ولى عهده وسقط في الجنوب الزاخر برجاله من علماء وزعماء وقادة ومفكرين واكاديميين وقبائل ورجال اعمال وشرائح اجتماعية مختلفة وشعب الجنوب وحده اليوم هو من يقرر مستقبله وحده!!!
وقد ظهرت التباينات المختلفة بين اليمن والجنوب العربي منذ عهد الممالك القديمة قبل آلاف السنين وكان اليمن في العهد الإسلامي يتكون من ثلاثة مخاليف وهي:
- مخلاف صنعاء
- مخلاف الجند
- مخلاف حضرموت
واستمرت هذه المخاليف باستقلاليتها حتى سقوط الدولة العباسية واقول لهؤلاء الذين اصبحوا يفتون ويغردون خلف الشاشات دون أن يشعروا او يتلمسوا الانتهاكات وممارسات القتل والاجرام والحروب والاقصاء والتهميش واعمال السلب والنهب التي تمارس ضد ابناء الجنوب العربي بحجة الحفاظ على الوحدة اليمنية المزعومة منذ حرب عام 1994م وما تخللها من غزو للقوات الشمالية لأراضي دولة الجنوب العربي عندما رفضوا وحدة التسلط والهيمنة مع اليمن!!!
وبمباركة فتاوى عبد الوهاب الديلمي "الذي ينحدر من سلالة الأبناء الفرس" الذين تمكنوا من احتلال الجنوب بفتاويهم وفرض الوحدة القسرية عليه واستعماره واحتلال اراضيه!!!
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم وهم يمارسون اعمال القتل ضد ابناء الجنوب ونهب اراضيه وثرواته ويقتسمونها في مراكز السلطة والنفوذ حتى اثرى علماؤهم ومنهم صاحب الفتوى نفسه!!!
ومعه سلسلة من مشايخ القبائل مثل: عبدالله بن حسين الأحمر وعائلته وبعض العلماء كالشيخ عبد المجيد الزنداني والقائمة طويلة وكل ذلك تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة اليمنية!!!
ويعلم ابناء اليمن وابناء الجنوب العربي خاصة الملاك هؤلاء المتدثرين برداء الدين وما يملكون من اراضي ومزارع منهوبة في عدن خاصة والجنوب عامة!!
والجميع يعلم ما يملكون من حصص في شركات النفط والغاز وكل ذلك تحت ستار وشعار الحفاظ على الوحدة اليمنية!!!
وأقول لبعض اصحاب الفتاوى:
اتقوا الله فينا ولا تفتون بما لا تعرفون بما يجري على أرض الواقع فنحن والله اخوة لكم ومن أهل السنة والجماعة ومسلمون مثلكم ولا يجوز نهب بلادنا وثرواتنا أمامكم ولا تفتحوا علينا ابواب الشر بفتاويكم!!
اتقوا الله بفتاويكم التي قد تؤدي الى سفك دماء المسلمين في الجنوب العربي بحجة الحفاظ على الوحدة اليمنية التي يرفضها شعب الجنوب !!
اتقوا الله فينا وكفوا عنا فتاويكم واتركوا السياسة لأهلها ولا تجعلوا الدين وسيلة او ذريعة لمن يقتلونا بحجة الحفاظ على الوحدة اليمنية
والتزموا جادة الامام مالك ملك الحديث في عصره وتاج الفقهاء في وطنه
كان رحمه الله من ائمة شيوخ العلم جمع ثروة ضخمة من إرث النبوة من الحديث قولا وفعلا وجمع ثروة لم يجمع احد مثلها من اجتهاد الصحابة والتابعين وفتاويهم وجلس في المسجد النبوي الشريف يفتي مجتهدا وأمه الناس الى المدينة من شرق المدينة وغربها اناس كثيرون يحملون اليه مشاكلهم ومعضلاتهم ليأخذوا الحكم الشرعي فيها فإن وجد الدليل ظاهرا واعتقد فيه الصواب اجاب والا قال:
"لا أدري" وهذه الكلمة صغيرة على الكبار وكبيرة على الصغار وهو من قالوا عنه لا يفتى ومالك في المدينة.