هذا الشهر المبارك هو الذي نزل فيه القرآن هدىً للناس كل الناس ليكون حجة وبينة عليهم، وأنا وأنت من الناس.
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ) وعلينا أن نفهمه لأنه أصلاً ليس فيه غموض.
( الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) هود ١.
( كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) فصلت ٣.
(أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) الأَنْعَام ١١٤.
(وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) الأَنْعَام ٥٥. (وَهَٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ) الأَنْعَام ١١٦.( قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) (قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) ( كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) فصلت ٤٤.
إن هذا الكتاب هو كتاب هداية وبينة لخلق الله وحُجة على خلقه فلا يُمكن ان يجعله غامضا مُطلسماً بل بينه وفصله وأياته محكمات، ما عدى الأيات المتشابهات التي تدل على نبوة محمد عليه الصلاة والسلام وصدق رسالته ونبوته وأنه مرسل من الله، هذه الآيات المتشابهة تتشابه على الناس لأنها مرتبطة بكل زمان وكل مكان ومعرفة الناس وأدواتهم المعرفية في كل زمان ومكان.
ولذا تأويلها لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم وفقاً لمعرفتهم وأدواتها المعرفية، وهذا ما يُعرف بثبات النص وتحرك المعنى.
سؤال أخير عندما يُحاسبنا الله هل سنأتي بأي إنسان نستشهد به ونقول لرب العالمين يوم الحساب كتابك يالله لم أفهمه إلا عن طريق فلان من الناس فهو المسؤول عن أي خطاء أرتكبته لأنني تبعته.
الرسول عليه الصلاة والسلام لم يفسر ولم يؤول كتاب الله، لأنه تبيان وتفصيل.
كلمة أخيرة علينا أن نقراء كتاب الله بتدبر وبعيوننا نحن وعقولنا نحن وفطرتنا نحن لا بعيون وعقول وفطرة الأخرين، لأن هناك تلاحم وتوافق وتواصل بين كلام الله وفطرته فينا فعندما تلتقي الفطرة الربانية السليمة بالكلمة القرآنية الربانية، دون تدخل لرأي الناس وأفهامهم وتأويلاتهم وتفسيراتهم، تتفجر الطاقة الإيمانية داخل الإنسان ويُبدد نور الإيمان ظُلُمَات النفس، ويصبح الإنسان ربانيا متفاعلاً ومطبقاً لكلام الله سائراً على صراطه المستقيم فتتحقق بذالك رسالة الإستخلاف في الأرض، ويعمر الإنسان المؤمن الأرض وفق منهج الله ونوره ويُقيم فيها العدل وفق تشريعات الله وحدوده ، ويشق طريقه بذالك رُقياً للجنة، فيكسب الدارين، وهذا هو الإيمان، وذالك ما يفعله كتاب الله بالإنسان ، فحينما تمتزج وتلتقي فطرة الله في الإنسان مع كلمات الله في القرآن يصل الإنسان مرتبة الإيمان فيصبح مؤمناً ربانياً. ولذالك وصف الله كتابه نورا وهداية لبني الإنسان.