هاهي شبوة تنهض من جديد كالفينيق الذي يخرج من تحت الرماد..هاهي شبوة بشيبها وشبابها تخرج من ركام المعارك ومن قلب الألم تنتفض وتسطر اليوم كما سطرت بالأمس أروع الملاحم القتالية في ميادين الشرف ضد قوات صالح ومليشيات الحوثي ..شبوة برجالها من قبائل بلحارث والمصعبين والنسيين وبني هلال والواحدي والعوالق تدافع وتقاتل بشراسة العدوان منذ ان وطأت اقدامهم بيحان رغم الفارق الخرافي في العدد والعدة والعتاد .
وسقط من أبنائها عشرات الرجال في ساحات الشرف ..رغم التواطؤ والتآمر من بعض الخونة المحسوبين من أبنائها ..ولكن شبوة العصية ..شبوة التاريخ والحضارة والأصالة أبت إلا أن تكون للمجد والنصر عنوان ..والذي سطره أمس رجال الطواسل وآل جباه والمرازيق وقدموا كوكبة من الشهداء الشجعان في معركة المصينعة ...وقاتلوا ببسالة منقطعة النظير وواجهوا قدرهم المحتوم بكل صبر وثبات ..ولم يتراجعوا او ينسحبوا ..قاتلوا مقبلين غير مدبرين تكلل هاماتهم رايات النصر والعزة والشموخ ..ورفضوا الخضوع والاستكانة للغزاة المجرمين وواجهوا آلتهم العسكرية بكل بسالة وشجاعة بأسلحتهم العادية وصدورهم العارية وظلوا طوال النهار يواجهون الدبابات والصواريخ والمدافع وسقط منهم الشهيد محمد حسين عشيم الطوسلي ومعه نخبة من رجال الطواسل وآل جباه والمرازيق .
والتاريخ يعيد نفسه اليوم وكأن الشجاعة جينات متوارثة تنتقل من جيل الى جيل !!! ففي عام 1968م كان الشيخ حسين بن عشيم الطوسلي ومعه 13 من رجال الطواسل ونخبة من قبائل العوالق آنذاك وقد تبايعوا على الموت في معركة السوداء الشهيرة وواجهوا جيش الجبهة القومية بأسلحته الثقيلة ودباباته بكل شجاعة واقتدار ولم ينسحبوا ولم يتراجعوا حين كان باستطاعتهم الانسحاب ولكنهم أبوا واستشهدوا وأيديهم على الزناد ...ولم ينثنوا ولم يتراجعوا حتى قضوا جميعآ ورغم غيابهم عنا الا ان مواقفهم تلك حفرت في ذاكرتنا ..ساكنة في ضمائرنا وفي خلايا الوجدان وحنايا الأفئدة نستلهمها في أوقات الشدائد والمحن .
كم أنتم كبار ياشهدائنا يامن بذلتم ارواحكم في الدفاع عن كرامتنا وكرامة شبوة .. ومن مات دون ماله اوعرضه او ارضه فهو شهيد ...فلمثلكم تنحني الرقاب وبكم تعلو الهامات ..لقد نلتم كرامة الشهداء
وهاهم الرجال الأحرار من آل علي وآل محمد وعلى رأسهم الشيخ صالح فريد بن محسن والشيخ عوض حسين بن عشيم يشنون هجومآ معاكسآ على الغزاة في المصينعة ويثأرون لكم ولشبوة ويكبدونهم خسائر فادحة ويجبرونهم على الفرار من المصينعة ,ان المعركة مع البرابرة المعتدين لم تعد في شبوة وحدها بل امتدت في الضالع ولحج وعدن وابين ومارب ..
وختاما ونحن نودعكم نقول :هنيئآ لكم شرف الشهادة ونسأل الله أن يتقبلكم مع الشهداء ونعاهدكم أننا سائرون على دربكم والله اكبر والعزة والحرية لشعبنا البطل.