□ تحدث نائب الرئيس ورئيس الوزراء الاخ الأستاذ : خالد محفوظ باحاح .. الى قناة الجزيرة ، لم يغرق نفسه في حديث سياسي متحذلق كما جرت العادة عليه في أحاديث الغالبية من الساسة والزعامات في بلادنا ، المبتلاة بتلك القيادات التي لا تجد نفسها الا في مثل هذه الاوضاع التي وجد نفسه البحاح في مواجهتها بكل ما تحمل من مصاعب و تحديات .. لا يمكن اجتيازها بالكلمات المتحذلقة و لا العبارات والجمل الجوفاء التي تعود على سماعها ـ بعض ممن شاركنا الاستماع الي هذا القادم من جيل معاناة نصف قرن من الصراعات العبثية التي انتجت هذه الأزمة التي قال عنها : انها تتجاوز كل ما واجهنا خلال نصف قرن .
□□ بادر ذلك الصديق المشارك في المجلس وفي الاستماع الي نائب الرئيس ورئيس الحكومة اليمنية التي وجدت في الرياض عاصمة عربية و السعودية ـ ودول الخليج العربية عمقا جغرافيا و اجتماعيا مصمما على استعادة اليمن الى كيانها العربي و دورها القومي من خلال مشروع استعادة الامل في وحدة الجغرافيا و التاريخ و المصير المشترك كجزء اساسي ان لم نقل ركنا في بنيان استراتيجي جديد للجزيرة العربية ، في مستقبل بدأت تتشكل معالمه المستقبلية بوضوح .. في هذه المرحلة المفصلية بقيادة خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية .. الذي يقود المنطقة اليه بل الامة العربية و يؤكد عليه عمليا من خلال اختياره قيادة شابه ومستقبلية تمثلت في ولي عهده الأمير محمد بن نايف و ولي وليي العهد الامير : محمد بن سلمان .. وهذا في تقديري يتناغم مع اختيار الرئيس عبدربه منصور هادي للأستاذ باحاح لا في شبابه فحسب بل وفي تأهيله العلمي و خبراته الفنية ـ الادارية و الدبلوماسية التي ستشكل فهم مشترك و قدره عملية قادرة على مجاراة الاحداث و تحمل الصعاب بحيوية الشباب لمرحلة ما بعد العاصفة وهي استعادة الأمل .. والأمل هو الشباب .. وهذا بكل تباشيره لم يأتي من فراغ و الي فراغ .. كما قلت لصديقي الذي لم يجد في بساطة قاموس باحاح وشفافية تصريحه ما تعودته اذنه ورسخ في عقله من جزالة العبارات الجوفاء و الكلمات الفارغة التي تعود عليها ساستنا على مدي نصف قرن .. نتيجتها هذا الراهن .
ثار صاحبي قائلا : تريد تقنعنا به ام تتعصب اليه لأنه حضرمي .. ثم من عاد بعد خروجه من ارضة و هو مهزوم ؟.
قلت : له الهزيمة تعني هزيمة الإرادة و الإرادة هذه المرة لم تهزم .. بل تسببت في استعادة الأمة لارادتها و مؤتمر قمة شرم الشيخ و النجاحات على الصعيد الدولي يدلان على ذلك و سترى هذا المساء فشل المشروع الروسي في مجلس الأمن !؟
□□ قهقه صاحبي وقال من الرياض .. و العودة الي سيئون المسيطرة عليها قوات الحليلي ..الى عدن ـ المسيطرة عليها قوات الحوثيين ومعسكرات علي عبدالله صالح فكيف العودة الي صنعاء التي شدد عليها باحاح ؟
قلت :عندما فر الكولنيل : شارل ديغول الي بريطانيا و اتخذ من لندن مقرا لحكومة فرنسا الحرة في اعقاب اجتياح المانيا لها و استسلام الجنرال بيتان للألمان .. انتصرت إرادة فرنسا الحرة واقام ديغول الجمهورية الفرنسية الخامسة .. و اليوم الرئيس هادي وهو يلجأ الى الرياض و يتخذ منها منطلقا لتحرير اليمن من الهيمنة الفارسية و حكم الأقلية الطائفية و العسكرية المناطقية .. آلا يفعل ما فعل ديغول .. وان اختلفت الظروف و المعطيات ، وظن ان في اختياره للأستاذ: خالد باحاح .. مغادرة لمعالجة الحاضر بما تسبب فيه الماضي بزعاماته وقياداته ، وفي ذلك ما يؤسس لمرحلة استعادة الامل من خلال جيل مؤهل لم يشارك في كل ما وصلنا الية .. لبناء دولة اتحادية تندمج مجتمعات اقاليمها من خلال التنمية و التنافس في الانتاج و التنمية بأبعاده الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية .. لا اعتساف تكويناتها المجتمعية والغاء موروثاتها الثقافية ، ويكفي ان تجد في باحاح نموذج لقادة المرحلة القادمة .. لمواكبة استعادة الأمة لوحدتها من خلال عاصفة الحزم .. لاستعادة الأمل التي اكد مفاجأتها له و شدد على انها تمثل مرحلة تتجاوز موروث الشتات العربي منذ السبعينات .. وهو ما اكده في حديثه ببساطة مسئولة خالد باحاح في اول حديث له !؟
□□□ طبعا ولأسباب و موروثات تراكمية استمر الأصدقاء في جدل .. لا بهدف استيعاب ما صرح به باحاح بقدر الانتصار لطروحاتهم التي امل الا تكون من منطلقات أيديولوجيات عفى عليها الزمن او مناطقيات اورثتنا هذا الذي اوصلنا الى حقيقة ان ما يجري في اليمن هو نتيجة لتلك المراحل و هدف لتبديد طاقات اجتماعية و تفتيت جغرافيا استراتيجية لكي تنفذ من خلالها قوي دولية متربصة ليست ايران _ الفارسية الا واحدة منها استغلت اوضاعنا و نفذت الينا من خلالها .. وهي اوضاع علينا جميعا تقع مسئولية تغييرها لا استثمارها .. الذي يهدف اليه البعض كما قال احدهم في هذه الجلسة الجدلية .. ولا اخالفه في وجود هذا النوع من المستثمرين !!
□□□□ في الرابط المرفق بهذا اول : حديث شاب للأخ نائب الرئيس .. رئيس الحكومة الخارجة من الأسر لاستعادة دولة في الأسر .. وهذا الأمل يتطلب مغادرة موروثاتنا لكي لا تتمكن موروثات اخرى تطل براسها علينا في العقد الثاني من الألفية الثالثة ؟
*عضوالمجلس المحلي لحضرمي.