الصديق حسن زيد تتسأل في كتابتك عن سبب ما يحصل في اليمن وتهاجم المملكة العربية السعودية وعاصفة الحزم ،وأناهنا أجيبك باختصار
أولا: من حيث المملكة العربية السعودية وعاصفة الحزم فلقد أعلنتم أن سيدكم الحوثي سيدالبحار وسيد الجزيرة العربية، وأقمتم مناورة عسكرية ضخمة على حدود السعودية وارتبطم بالمشروع الإيراني وأهدافه بالمنطقة وفتحتم خط جوي بينكم وطهران، وكانت هذه الأعمال بمثابة إعلان حرب على السعودية والدول التي لها مصالح بالممرات المائية المرتبطة بالدولة اليمنية فكان الرد بعاصفة الحزم.
ثانياً: على مستوى الداخل اليمني كانت أفعالكم وثقافة الفيد والإخضاع التي هيمنت على سلوككم هي سبب نكبات الحروب طوال التاريخ اليمني الحديث لا تعترفون بحق الأخر وصنفتم الناس بين سيد هو محور الدين والدنيا وعكفي مهمته يحرس النظرية وسيف مسلط على المخالف ، ورعوي مهمته العمل لتوفير العيش الرغيد لسادة الأرض والدين.
اما المخالف فكان مصيره الإبادة لكفره أو الإخضاع ومن ثقافة التكفير والإبادة والإخضاع برزت مفاهيم ( خضعي لغلغي ، ومابش إمام من باب اليمن وبلاد الجيش وبلاد العيش) وحِلية دم الأخر فأباد الإمام عبدالله بن حمزة المطرفية دون رحمة. وقتلتم خصومكم ونسفتم بيوتهم وشردتم أهالي دماج. وجعلتم من الرسالة المحمدية رسالة عنصرية خاصة بكم وهي رسالة كونية عالمية إنسانية حيث نجد في المسائل الجارودية للشيخ المفيد ( بِسْم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلواته على خيرته من خلقه محمد وآله الطاهرين .
أما بعد فقد اتفقت الشيعة العلوية من الامامية والزيدية الجارودية على ان الامامة كانت عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وانها كانت للحسن بن علي عليهما السلام من بعده وللحسين بن علي بعد اخيه عليهما السلام وانها من بعد الحسين من ولد فاطمة عليها السلام لا تخرج منهم إلى غيرهم ولا يستحقها سواهم ولا تصلح الا لهم فهم اهلها دون من عداهم حتى يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين ) المسائل الجارودية تأليف الامام الشيخ المفيد محمد بن محمد بن نعمان ابن المعلم ابي عبد الله العكبري البغدادي ( 336 - 413 ه ) صفحة ٢٧.
واتفقت الإمامية على أن الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله، في بني هاشم خاصة، ثم في علي والحسن والحسين ومن بعد في ولد الحسين عليه السلام دون ولد الحسن عليه السلام إلى آخر العالم.) أوائل المقالات - الشيخ المفيد ص ٤٠.
وقمتم باتهام الأخرين بأنهم تكفيريين وتراثكم تكفيري بالمطلق (القول في تسمية جاحدي الإمامة واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار.). أوائل المقالات - الشيخ المفيد ص ٤٤. وهذا هو التكفير وهذه هي العنصرية والإمام زيد والزيدية منكم براء.
وشاركتم بمؤتمر الحوار وانقلبتم على مخرجاته لأنها صححت المسار التاريخي المغلوط ووضعت لأول مرة مشروعاً وطنياً يعالج الأزمة اليمنية ويجعلنا نعيش مواطنة متساوية ليس فيها سيد وعكفي ورعوي، وانقلبتم على شرعية الدولة وفعلتم بالرئاسة والحكومة ما فعلتم، من حصار وإمتهان ،واجتحتم المحافظات وأهنتم أهلها وقتلتم الأنفس وهدمتم البيوت، وأعلنتم تحالفكم مع الرئيس السابق وإيران ضد الشعب اليمني دولة وحكومة وشعبا وأرضاً فما كان من رئيس الدولة غير طلب المساعدة من اشقاء اليمن وأصدقائه لإنقاذ البلد منكم ومن عدوانكم فكانت عاصفة الحزم، وما يحدث منكم في مدينة عدن الباسلة اكبر دليل على صدق ما ذهبت إليه ،فلا تلوموا احدا ولكن لوموا انفسكم، فأنتم من فرط ومن اعتدى.
ولا خلاص لنا الا بمخرجات الحوار والعيش المشترك فليسعى العقلاء منكم الى تصحيح المسار وتصحيح ثقافة الفيد والإخضاع والقبول بالعيش المشترك جميعاً كمواطنين ليس فينا سيد وعكفي ورعوي ونقيم دولة تتعايش مع محيطها وجوارها وفقاً لعلاقات الأخوة وحسن الجوار دون الإرتباط بمشاريع عدوانية تهدد إخوتنا وأشقائنا فنحن امتداد لهم وهم إمتداد لنا.
لك ولكم تحياتي